نواكشوط ـ عائشة سيدي عبد الله
ظلّ المعترك السياسي لفترة طويلة حكرًا على الرجل الموريتاني لكن المرأة الموريتانية التي ناضلت طيلة العقود الماضية استطاعت اليوم أن تنتزع حقها في المساواة لتبرز وجوه نسائية أصبحت اليوم الواجهة السياسة والرقم الصعب في المعادلة الانتخابية ومن أبرز تلك الوجوه افاتو منت لمعيبس القيادية في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم ورئيسة مصلحة النظم والمعايير في وزارة التهذيب الموريتانية وهي أحد الوجوه النسائية التي برزت مؤخرا في ممارسة العمل السياسي في موريتانيا .
وفي حوار مع " صوت الإمارات" سألناها بداية عن دخول المرأة إلى دوائر صنع القرار عن طريق اقتحام المعترك السياسي فردت قائلة أشكر "صوت الإمارات" على إتاحة الفرصة لتوضيح دور المرأة الموريتانية في السياسة، وتقول "أولا ظهر وعي المرأة الموريتانية بأهمية حضورها السياسي مع الإرهاصات الأولى لنشأة الدولة الموريتانية في العام 1960 حيث برزت الوجوه النسائية في مقدمة الصفوف الأمامية والأرشيف المصور لعيد الاستقلال أكبر دليل على دور المرأة في الحدث الوطني الأبرز. إضافة إلى نضالها فيما بعد في مختلف المناحي السياسية والتي بدأت بالأحزاب فالحركات ثم النقابات.
وردا على سؤالنا حول التضحيات التي قدمتها المرأة السياسية في سبيل نضالها أجابت منت المعيبس "أن طبيعة المجتمع الموريتاني المحافظ جعل المرأة تقدّم العديد من التضحيات والعمل والاجتهاد حتى وصلت إلى ماهي عليه اليوم حيث تبوأت مناصب كانت حكرا على الرجل لفترة طويلة منها منصب وزير الخارجية في سابقة من نوعها عربيا وإقليميا إضافة لحصولها على مناصب سياسية كبرى وحقائب وزارية سيادية وإدارية وهو أمر يعكس أيضا كفاءة المرأة وقدرتها على الإدارة والقيادة .
كما أضافت أن المرأة استغلت الجو المتاح لها والتميز الإيجابي الذي تحظى به حيث تترأس ثمانية أحزاب سياسية وتشغل سبعه وزارات في الحكومة الحالية كما تمثّل الوطن في أهم المنظمات الدولية والمحلية، وعن كيفية التوفيق بين العمل السياسي الشاق والالتزامات الأسرية تقول افاتو طبعا تلك معضلة مطروحة للمرأة العاملة وأعتقد أن التعامل معها يكمن في تنظيم الوقت بين النشاطين بصورة تمنع خلط الأوراق والتقصير في الواجب.