احدى شواطئ قبرص

لقي بريطانيان حتفهما إثر نوبة قلبية في شاطئ شهير لقضاء العطلات في قبرص؛ في محاولة إنقاذ يائسة بعد أنَّ شعر أحدهم بالاضطراب في البحر.

وتوفي برنارد هاريس، 53 عامًا، من لندن وكريستينا إليزابيث مكليش سوغارهود،  66 عامًا، مقاطعة غرب ساسكس؛ حيث توفيت السيدة سوغارهود في المياه غرقًا بالقرب من بافوس.

وجاء عن رجال الشرطة أنها ذهبت لتنقذ زوجها مونتاغو، المعروف باسم نورمان، الذي نزل البحر أثناء الأمواج الشديدة.

وتؤكد الشرطة أنَّ نورمان إعادها إلى الشاطئ، ولكن بعد ذلك عانت السيدة سوغارهود بنوبة قلبية وفقدان وعيها، وعندها سبح هاريس في محاولة إنقاذ أخرى وتمكّن من إخراجها إلى الشاطئ وبدأ عملية الإنعاش القلبي الرئوي، فأصيب أيضًا بنوبة قلبية وتوفي على الفور.

وصرّح المسعفون أنَّ هاريس لقي حتفه في مكان الحادث، في حين نقلت السيدة سوغاردهود إلى عيادة خاصة قريبة؛ حيث أعلنت وفاتها لدى وصولها.

وذكر متحدث باسم شرطة بافوس: "أنَّ بريطانيًا كان يسبح الأربعاء، فحاولت زوجته إنقاذه لأنه لا يجيد العوم، فتمكنت من إنقاذه ولكنها فقدت وعيها وهي في البحر، فجاء ثالث وحاول إنقاذها وأخرجها من البحر، ولكن توفي كليهما بسبب إصابتهما بنوبة قلبية".

كما جاء في تصريح المتحدث باسم الشرطة أنه اتضح بعد التشريح الذي أجري أنهما توفيا جراء نوبة قلبية، وأنَّ الحادث وقع في منطقة يروسكيبو في منتجع سياحي جنوب غرب قبرص بالقرب من شاطئ فندق أثينا.

وعاشت السيدة سوغارهود البالغة من العمر 80 عامًا، مع زوجها مونتاغو في المنزل، الذي يقدر بقيمة مليون جنيه إسترليني في ليندفيلد، غرب ساسكس.
ولدى السيد مونتاغو ثلاثة أطفال من زواج سابق، في حين أنَّ لدى السيدة سوغارهود طفلين أيضًا من زواج سابق،ولا يعتقد أنَّ الزوجين قد أنجبا أي أطفال معًا.

وكان السيد مونتاغو مسؤول مصرفي كبير في بنك باركليز؛ حيث التقى الزوجان، قبل أنَّ يتقاعدا، وتحدّث الجيران بشئ من اللطف عنهما، فذكر أحد الجيران: "كانا عاشقان، حقًا أنهما أصدقاء، فكانت الابتسامة لا تفارق كريستينا، وهي تحب السباحة حبًا مطلقًا، أعتقد أنهما اشتريا المنزل فقط لأن به حمام سباحة، فهي دائمًا تتحدث عن السباحة، وأعتقد أنها خرجت من المياه بحالة جيدة، أنا لا أعرف أبنائهما بشكل جيد جدًا، ولكني أعتقد أنَّ لديهما ولد وابنتين، وسافر ابنهما أخيرًا إلى قبرص ليكون مع والده".

فيما ذكر جارٌ آخر، طلب عدم الكشف عن اسمه: "كانت كريستينا أشبه بتوربينة ضخمة للسباحة، وأعتقد أنها اعتادت ممارسة السباحة في حوض السباحة الخاص بها كل يوم تقريبًا، إنها لمأساة، نحن جميعًا شعرنا بالصدمة، نشاطرها هي وزوجها، والأطفال والأحفاد هذا الوقت المحزن".

وكان نورمان، الذي لا يزال في قبرص، مضطربًا جدًا للإطالة في الحديث، ولكنه ذكر أنَّ ثلاثة أشخاص أنعشوا القلب الرئوي لزوجته على الشاطئ، بما في ذلك السيد هاريس، وأكد أنه كان على اتصال مع ابنه بعد المأساة، وأضاف: "يمكنك تخيل ما تعنيه الخسارة".

وأضاف السيد مارلين أول زوج للسيد سوغارهود، لصحيفة "تايمز": "إنها صدمة بكل ما تعنيه الكلمة؛ لأنها كانت رشيقة للغاية ونشطة، فكانوا يتمتعون بحياة التقاعد معًا ويعيشون حياة كاملة، وكانت كريستينا شخصية رائعة، وأنا مسرور جدًا بأنَّ وجد نورمان شخصية مثلها، وأنهما عاشا على ما يرام".

ويعتقد أنَّ الزوجين قد سافرا إلى الجزيرة اليونانية مع نادي ليندفيلد للبولينج.

وذكر السكرتير مايك أودونيل مصرحًا ميل أون لاين: "صدمنا في نادي البولينج لسماع خبر وفاة كريستينا ونحن نشاطر زوجها وأسرتها الأحزان، كانت كريستينا عضوًا نشطًا ومحبوبة وتشارك في جميع أنشطة النادي وسنفتقدها كثيرًا".

وذكرت الشرطة أنَّ المصطافين على الشاطئ في بافوس قد شاهدوا السيدة سوغارهود بالأمس وهي تكافح في المياه في الساعة الخامسة مساءً تقريبًا، وأضافت أنَّ السيدة سوغارهود سقطت فاقدة للوعي في البحر لكنها لم تغرق، ويبدوا أنَّ السيد هاريس لم يعرفها، حيث كان في عطلة مع زوجته جانيت، وكلاهما كانا نزلاء في فندق ساحل أثينا، وهو فندق أربعة نجوم، الذين اعتادوا النزول فيه على مدى السنوات العشر الماضية، وكذلك أسرة سوغارهود.

وستجرى عملية تشريح للجثة، الخميس؛ للوقوف على السبب الحقيقي لوفاة السيد هاريس.

ومعروف عن بافوس أنها تتعرض لموجات القوية، وهناك عدة وفيات في المنتجع الساحلي في كل عام، على الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات لتحذير السباحين من مخاطر السباحة.

ولاتزال بورت سيتي من أكبر مناطق الجذب السياحي في الجزيرة مع أكثر من مليوني سائح كل سنة، ونصفهم تقريبًا من بريطانيا.
وذكرت متحدثة باسم وزارة الخارجية: "يمكننا تأكيد مقتل اثنين من الرعايا البريطانيين في 4 تشرين الثاني/نوفمبر في قبرص، كما يمكننا نقديم المساعدة القنصلية في هذا الوقت العصيب".