الذكرى السبعين لقصف هيروشيما النووي

أحيت اليابان ذكرى مقتل 140 ألف شخص جراء سقوط القنبلة الذرية الأولى، فضلاً عن أعداد لا تحصى من الضحايا الذين لقوا حتفهم في الأشهر التي تلت 6 آب/أغسطس من عام 1945 نتيجة الإشعاعات القوية، وذلك من خلال الكشف عن صور نادرة تعرض للمرة الأولى داخل
متحف "سيكرت بانكر" الأسكتلندي الذي يوجد في بلدة "فايف" الصغيرة.

وأظهرت جموعة الصور التي جرى العثور عليها قبل عشرة أعوام حجم المأساة المروعة التي مر عليها 70 عاماً حيث كانت تتناثر الجثث في المدينة غرب اليابان بعد ساعات من الهجوم الذري بواسطة القنبلة الملقبة بـ"الصبي الصغير"، كما ظهرت إحدى الأمهات ملطخة بالدماء وهي تحتضن أطفالها المصابين، كما رصدت الناجين الذين تمكنوا من الخروج من تحت الأنقاض.

ويعتقد بأن الصور وجدت طريقها إلى أسكتلندا بعدما وافق أخيرًا جون وهو ابن الطيار في سلاح الجو الأسكتلندي كليفورد فيرن من بلدة بولونيا، على عرض هذه الصور إحيااً لهذه الذكرى. وتمكّن فيرن من شراء كاميرا مستعملة من بلدة "إيواكوني"، الواقعة على بعد 15 ميلاً من هيروشيما، بعد ستة أشهر فقط من استهداف المدينة بالقنبلة الذرية. ويرجح بأن يكون الملتقط لهذه الصور لقي حتفه قبل فترة وجيزة من بيع الكاميرا الخاصة به.

وبالإضافة إلى عرض هذه الصور المروعة، فإن المتحف الأسكتلندي "سيكريت بانكر" يعرض فيلم "لعبة الحرب" والذي أنتج عام 1965 ويوثق الهجوم النووي وما خلفه من آثار. وعلى الرغم من أن الفيلم بتكليف من هيئة الإذاعة البريطانية وإخراج بيتر واتكينز وحصل على جائزة "الأوسكار" لأفضل فيلم وثائقي عام 1966، إلا أن المؤسسة حظرت الإفراج عنه على مدار 20 عاماً حتى تم عرضه عام 1985 إحياءً لذكرى مرور 40 عاماً على قصف هيروشيما.

ووقف عشرات الآلاف من الناس لمدة دقيقة حداداً على أرواح الضحايا ضمن حفل حضره السفير الأميركي كارولين كينيدي وممثلين من أكثر من 100 دولة، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وروسيا أقيم في متنزه السلام في هيروشيما والذي يقع بالقرب من مركز الهجوم الذي وقع عام 1945 أعقب ذلك إطلاق الحمام كرمز يدعو إلى السلام.

وأسفر إسقاط الولايات المتحدة للقنبلة الأولى عن مقتل 140 ألف شخص بينما أسفر إسقاط القنبلة الثانية عن مقتل 70 ألف شخص الأمر الذي دفع اليابان إلى الاستسلام خلال الحرب العالمية الثانية، في أعقاب المعركة الشرسة على جزر "أوكيناوا"، جنوب اليابان، والتي راح ضحيتها 12520 أميركيًا ونحو 200 ألف ياباني نصفهم تقريباً من المدنيين.

ودعا رئيس بلدة هيروشيما، كازومي ماتسوي إلى ضرورة التخلي عن الأسلحة النووية التي أطلق عليها أسلحة الشر، منتقداً القوى التي تمتلك هذه الأسلحة وتبقي عليها من أجل استخدامها في تحقيق مصالحها.

وجدد دعوته إلى زعماء العالم لزيارة هيروشيما وناغازاكي خلال قمة الدول السبع الكبرى المقرر إقامتها في اليابان العام المقبل، لرؤية الحقيقة المروعة بأنفسهم. وتعهد ماتسوي بأنه سيتولى تعزيز قضية التخلص من الأسلحة النووية ومنع انتشارها من خلال المؤتمرات الدولية التي ستعقد في هيروشيما في وقت لاحق.