الأمن العام الإسرائيلي

كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، ، تفاصيل عملية خطف وقتل ثلاثة مستوطنين قرب  الخليل جنوب الضفة الغربية في حزيران/ يونيو الماضي، وفق اعترافات حسام القواسمي الذي تم اعتقاله قبل أسابيع بحجة أنه العقل المدبر للعملية.

وقال الشاباك إن حسام الذي اعتقله في مخيم شعفاط في الحادي عشر من حزيران/ يونيو الماضي والذي كان يعتزم الهرب للأردن بجواز سفر مزيف، هو العقل المدبّر لعملية الخطف وجنّد لها المال ووفر السلاح  للمنفذين مروان القواسمي وعمار أبو عيشة.

 

وادعى الشاباك أن حسام القواسمي اعترف في التحقيق بأنه قاد العملية عن بعد، وجند بمساعدة شقيقه محمود عن طريق ناشط من حركة حماس في قطاع غزة مبلغ  220 ألف شيكل –حوالي 70 ألف دولار أميركي- من أجل تنفيذ العملية.

وتعود بداية العملية لشهر نيسان/ أبريل من هذا العام عندما اتصل القواسمي (40 عامًا) من مدينة الخليل بشقيقه الذي يسكن في قطاع غزة، وطلب منه 220 ألف شيكل لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل من دون أن يوضح له أن الهدف عملية خطف، ووصلت الاموال على ثلاث دفعات كل واحدة بقيمة 50 ألف شيكل إلى والدة حسام والتي خضعت هي أيضًا للتحقيق لدى المخابرات الاسرائيلية، ووصل مبلغ 70 ألف شيكل بطريقة مختلفة عن الدفعات الثلاث الأولى.

 

وتوجّه حسام القواسمي إلى قريبه عدنان القواسمي "المعتقل حاليًا" والمعروف بأنه تاجر سلاح في الخليل وطلب منه شراء سيارة إسرائيلية لتنفيذ عملية الخطف، وساعد أبو عيشة في شراء السيارة من نوع هونداي "أي 35" من لصوص سيارات في قرية اذنا المجاورة وسيارة ثانية للهروب، وقام بشراء أسلحة "بندقيتين ومسدسين" من عدنان محمد عزت زرو من ناشطي حركة حماس في الخليل، وسلم هذه الأسلحة لمروان سعدي القواسمي أحد منفذي العملية.

 

وبعد مرور 3 ساعات على خطف المستوطنين الثلاثة وعند الساعة الواحدة فجرًا وصل مروان القواسمي إلى بيت حسام القواسمي بعد نزول عمار أبو عيشة من المسجد، وذكر مروان بأنه حدث إرباك شديد في العملية بوجود 3 مستوطنين ما دفعه مع أبو عيشة لقتلهم، وذكر له الموقع في مدينة حلحول حيث وضعوا جثث المستوطنين، فذهب حسام مع مروان إلى مكان الجثث ونقلا الجثث بالسيارة إلى قطعة أرض تابعة لعائلة حسام ودفناهم فيها، وبعد ذلك ساعد مروان وعمار على الاختفاء.

 

وحسب الشاباك،  اختبأ مروان وعمار في البداية في مغارة في منطقة الخليل. وبعد أيام قدم حسام لزيارتهما فاشتكيا من صعوبة البقاء في المكان فقام بنقلهما إلى مسجد مجاور، وبعد ذلك غادراه إلى مكان غير معلوم.

 

وبعد العثور على الجثث يوم 30 حزيران/ يونيو اختفى حسام القواسمي عن الأنظار نهائيًا وأصبح المطلوب رقم واحد لجهاز "الشاباك"، وتم اعتقاله بعد ما يقارب أسبوعين في حي شعفاط في مدينة القدس بعد أن اختفى لوقت قصير في الخليل، وساعده على الاختفاء شقيقه حسن واثنان من أقربائه وهم "قيد الاعتقال"، وقد اعترف في التحقيق بأنه كان ينوي الهروب إلى الاردن من خلال وثائق مزورة، واعترف أحد أقربائه بأنه سافر الى الاردن كي يهيئ له الوضع هناك.

واعترف حسام القواسمي على الشقيقين عرفات ابراهيم القواسمة من الخليل(50 عامًا)، وأحمد ابراهيم القواسمة (64 عامًا) بأنهما قدما المساعدة لمروان وعمار في الاختفاء وقد اعترف عرفات بذلك في التحقيق.

وقال الشاباك إنه لا زال يبحث عن مروان وعمار، وقال مسؤول أمني"نحن ننتظر أن يرتكبا خطأ. ونأخذ في عين الاعتبار إمكان أن يحاولوا الهروب للأردن"، مضيفًا أن ملفات التحقيق حولت إلى للنيابة العسكرية لإعداد لائحة اتهام.

وبحسب التحقيقات فإن العملية لم تكن بتوجيه من الجناح العسكري لحركة حماس ولم يكن الهدف خطف 3 مستوطنين، ولكن الهدف كان خطف مستوطن واحد وهذا ما أربك الخاطفين وقادهم لقتل المستوطنين الثلاثة فور خطفهم.