الاتفاق النووي يمثل تتويجًا لحسن روحاني على وعد بالحد من عزلة إيران الدولية

تنتظر طهران قرارًا تاريخيًّا برفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، حال إعلان وكالة الطاقة النووية التابعة للأمم المتحدة امتثال البلاد للاتفاقية النووية وتقليص برنامجها النووي.

ووصل وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، ويتوقع أن تصدر الأمم المتحدة تقريرًا عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إيران، وستتم إزالة معظم العقوبات وتحرير اقتصاد البلاد الذي عانى من انخفاض الصادرات.

وأكد ظريف بقوله: مع صدور تقرير رئيس وكالة الطاقة الذرية سيتم تنفيذ الصفقة النووية وبعدها سيصدر بيان مشترك للإعلان عن بداية الصفقة، ما يُعد يومًا جيدًا للشعب الإيراني إذ سيتم رفع العقوبات المفروضة على البلاد.

ومن المقرر أن يجتمع ظريف مع نظيره الأميركي، جون كيري، ورئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، ورئيس وكالة الطاقة الذرية، يوكيا أمانو.

ويمثل يوم تنفيذ الاتفاقية النووية إعادة الدولة المنبوذة سابقًا إلى الساحة الاقتصادية العالمية منذ نهاية الحرب الباردة، كما يمثل نقطة تحول في العداء بين إيران والولايات المتحدة الأميركية والذي شكّل الشرق الأوسط منذ العام 1979، لذلك تعد الاتفاقية مبادرة حاسمة بالنسبة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني، ويواجهان معارضة شديدة من المتشددين في بلديهما.

ووافقت إيران بموجب الاتفاقية على التخلي عن تخصيب اليورانيوم والذي تخشى القوى العالمية من استخدامه في تصنيع أسلحة نووية، وتخطط بمجرد رفع العقوبات إلى رفع صادراتها المنحدرة من النفط، وإعادة نشاط الشركات العالمية التي تم منعها واستغلال السوق المتعطش لكافة المنتجات مثل السيارات وأجزاء الطائرات.

وينظر إلى الصفقة النوووية بارتياب عميق من قِبل حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل والمملكة العربية السعودية، بينما يدعم الصفقة الحلفاء الأوروبيون لواشنطن والذي انضم إليهم أوباما في وقت سابق من رئاسته؛ لاتخاذ عقوبات أكثر صرامة كجزء من استراتيجية مشتركة لإجبار طهران على التفاوض.

وتؤكد إدارة أوباما أن الاتفاقية التي تم التوصل إليها في يوليو/ تموز الماضي تعد أفضل فرصة ممكنة لضمان التزام إيران بعدم تطوير السلاح النووي، وأن الاتفاقية لم تكن لتتحقق من دون دعم الحلفاء.

وتمثل الاتفاقية إنجازًا بالنسبة إلى إيران وروحاني، وهو رجل دين عملي انتخب العام 2013 بغالبية ساحقة على وعد بالحد من عزلة إيران الدولية، وتم منحه سلطة التفاوض على الصفقة بواسطة المرشد الأعلى أية الله على خامنئي قطب السلطة منذ العام 1989.

وبدا ظريف الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة وتعلم في الولايات المتحدة الأميركية الوجه الباسم لإيران، كما طور علاقة وثيقة مع نظيره كيري خلال المحادثات وجهًا لوجه، وحاول تغيير صورة إيران كدولة منبوذة معربًا عن استيائه من المتشددين في طهران ومنافسيها في المنطقة، قائلاً: هناك من يرون السلام باعتباره تهديدًا وهؤلاء من كانوا دائمًا ضد الاتفاق النووي وسيستمرون في معارضته.

ومن المحتمل أن يلغِ خروج إيران من العزلة التوازن الجغرافي السياسي في الشرق الأوسط لاسيما في الأوقات المتقلبة.