أثينا - سلوى عمر
احتج العديد من المهاجرين الأفغان في العاصمة اليونانية أثينا مطالبين بإعادة فتح الحدود اليونانية-المقدونية.
وشددت اليونان القيود على المهاجرين واللاجئين الذين يصلون البلاد، مدَعية أن ما يصل إلى 70 ألف شخص يمكن أن يتركوا محاصرين داخل حدودها بسبب الحد الأقصى الذي فرضته دول البلقان.
وتأتي هذه القيود في الوقت الذي حثَ فيه البابا فرانسيس الدول الأوروبية التي تعاني من أزمة المهاجرين إلى "تقاسم العبء إلى حد ما"، مشيدًا بالمساعدة السخية التي قدمتها اليونان وغيرها من الدول على خط الجبهة.
وتسعى دول أوروبا جاهدة للتعامل مع تدفق الفارين من الفقر والحرب، وسط تزايد الانقسامات والجهود المبذولة من طرف واحد من قبل بعض الدول لحل الأزمة.
وقالت النمسا، التي تقع في أبعد نقطة في رحلة المهاجرين التي تمتد من البلقان إلى ألمانيا، وشنت حملة على الواصلين إليها، عن طريق إدخال 80 طالب للجوء كحد أقصى يوميًا، انها مستعدة لقبول فقط 3200 مهاجر إلى البلاد.
وهذا ما خلق اختناقا في اليونان، حيث يصل المهاجرون بأعداد كبيرة من تركيا المجاورة.
وأوضح وزير الهجرة يانيس موزالاس: "نقدر أن عدد المحاصرين في بلادنا سوف يصل من 50 ألف إلى 70 ألف شخص الشهر المقبل".
وأضاف في مقابلة مع قناة "ميغا"، "اليوم، هناك 22 ألف لاجئ ومهاجر".
ويوجد 6500 شخص عالقًا في مخيم إيدوميني على الحدود الشمالية لليونان مع مقدونيا الأحد، في حين لم يسمح مسؤولو الحدود المقدونية سوى لـ 300 لاجئًا ومهاجرًا بالعبور في اليوم السابق.
وتراكم في المخيم حوالي 1500 شخص في الأسبوع الماضي، بعد أن بدأت مقدونيا في رفض دخول الأفغان وفرضت قيودا أكثر صرامة على وثائق السوريين والعراقيين.
ومن المتوقع أن يزداد الأمر سوءا بعد أن حدد أعضاء الاتحاد الأوروبي سلوفينيا وكرواتيا، وكذلك صربيا ومقدونيا، قيمة 580 مهاجرا كحد أقصى لدخول حدودهم.
وتقطعت للآلاف، بينهم العديد من الأطفال، تقطعت بهم السبل هناك، في حين يكافح الاتحاد الأوروبي أسوأ أزمة هجرة في القارة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وذكر البابا أن هناك حاجة لاستجابة منسقة لمشاكل المهاجرين في أوروبا، وضغط للبدء في مفاوضات حاسمة من قبل الدول لتحقيق ذلك، مضيفًا أن مأساة المهاجرين عالقة دائما في صلواته.
وجاء حديث البابا بعد يوم واحد من نعيه لمساعدته التي عثر عليها مقتولة في شقتها الصغيرة في ضواحي روما، إيطاليا.
حيث كانت ميريام وولو، البالغة من العمر 34 عاما من أصل إريتري، حامل في سبعة أشهر عندما تم اكتشاف جثتها، إذ كانت غائبة عن العمل لعدة أسابيع بسبب إصابتها الخطيرة بمرض السكري.
وزار البابا فرانسيس جثمان وولو قبل مراسم الجنازة في كنيسة سانتو ستيفانو ديلي أبيسيني، حيث جلب لها 12 وردة بيضاء بمثابة تحية للمرأة الراحلة.
ورش البابا على نعش بعض من الماء المقدس بعد أن وضع الزهور، وصلى لمدة 20 دقيقة.
وعلى الرغم من العدد المتزايد من اللاجئين الواصلين إلى اليونان، قال وزير الهجرة في البلاد انه يتوقع بطئا في التدفق نظرا لإغلاق الحدود التركية، حيث يأتي ملايين الأشخاص الفارين من الحرب في سوريا.
وقال وزير الهجرة: "أعتقد أن التدفق سوف يتضاءل إذ لدينا أنباء بإغلاق معبر إيدوميني.
ونستعد لإطلاق حملة إعلامية في تركيا".
وأضاف أن هذه الحملة من المتوقع أن تحد من الوافدين بنسبة 70%، بالإضافة إلى وجود الناتو في بحر إيجة، مما يساعد على مراقبة المياه اليونانية.
وأشار موزالاس لإذاعة "ستو كوكينو" السبت، إلى أن اليونان تعتزم إنشاء مخيمات مؤقتة في أنحاء البلاد لاستيعاب ما يصل إلى 3000 شخص، ولكن يفضل أن يكون العدد 1000 شخص فقط، وذلك لتغطية احتياجاتهم الأساسية لبعض الوقت.
وحاولت السلطات اليونانية في محاولة لتنظيم تدفق اللاجئين لحين حل الوضع على الحدود، إيوائهم في جزر بحر إيجة حيث انخفضت أعداد المهاجرين، وفقا للسلطات اليونانية.
وتقع المسؤولية الرئيسية عن الأزمة على عاتق الاتحاد الأوروبي (21%)، ولكن أيضا على الحرب والأزمة الاجتماعية في العالم العربي (21%).
كما وجدت دراسة أن 92% يعتقدون ان الاتحاد الاوروبي فشل في دعم اليونان بما فيه الكفاية، و60% يعتقدون أنه كان من المهم للدولة ألا تخرج من منطقة الشينجن الأوروبية.
وأعرب أكثر من ثلثي المشاركين عن تعاطفهم مع اللاجئين، ولكن أكثر من النصف قالوا إنهم يفضلون ألا يستقروا في اليونان.