أسرة تدفن هاتفًا خلويًا مع جدتها الميتة

بعد أن تُوفّيت الجدة ليزلي اميرسون عن عمر ناهز 59عامًا نتيجة إصابتها بمرض السرطان، قرَّرت عائلتها أن تدفن معها هاتفها الخلوي كوسيلة لإحياء ذكرى شخص عزيز عليهم، حيث كانت الجدة اميرسون لا تفعل شيئًا أكثر من إرسال وتلقي الرسائل النصية عبر هاتفها الخلوي إلى أقرب المقربين إليها.

وللتخفيف من مصابهم الأليم، قرَّرت العائلة أن ترسل إليها رسائل نصية تتضمن كل ما طرأ من أحداث لعائلتهم؛ لكنَّ أحدًا لم يكن يتوقع ما سيحل بهم بعد ذلك.

فبعد مرور ثلاثة أعوام على وفاة الجدَّة عام 2011، تجمَّدت الدماء في عروق حفيدتها شيري، بعد أن تلقّت رسائل من هاتف جدتها المتوفية والموضوع معها أيضًا في قبرها.

وقرأت الحفيدة البالغة من العمر 22عامًا الرسالة، حيث جاء فيها "إنني أتابع ما حدث لك، ستتخطّين هذه الأزمة" وعلّقت شيري على ذلك قائلة "لقد شعرت بالغثيان حين قرأت الرسالة وكنت في صدمة تامة".

وتابعت "كنَّا نعلم أنَّ جدتنا لن ترد أبدًا على رسائلنا، لقد كنّا نفعل ذلك لنريح أنفسنا؛ لأنَّها كانت تحب هذه الطريقة في التواصل، لكنَّني استقبلت رسالة أخرى كان مضمونها "أنا أعرف تمامًا ما يحدث، كل شيء سيتحسن، فقط افعلي ما عليكِ فعله".

وبمجرد تلقيها الرسائل، قرَّرت شيري أن تتحرى عن الأمر بعد أن أجابت على الرسائل حتى تتمكَّن من التعرف على هوية مرسليها ومن ثم تلقّت اعتذارًا من أحد الأشخاص الذي كانت الجدة أعطته رقمها قبيل أيام قليلة من إنشائه لحساب علي برنامج "Giffgaff" الذي يقدّم عروضًا للرسائل النصية والدقائق في بريطانيا، وبرَّر الشخص موقفه بالقول إنَّه بدأ باستقبال رسائل من أرقام مجهولة معتقدًا أنَّ أصدقائه يمزحون معه.

ومن ناحيته، أشار نجل السيدة ايمرسون، الذي حصل على تأكيدات عدة من الشخص المجهول بعد استخدام رقم والدته مجددًا، إلى أنَّ عائلتهم "مولعة بإرسال الرسائل، وفي حال حدوث أي جديد نقوم بإرسال الرسائل إلى بعضنا العض، لهذا دفنت أمي مع هاتفها، لم يكن باستطاعتي زيارة قبر أمي وبالتالي حاولت التواصل معها عن طريق الرسائل؛ لكن عندما توارد إلى علمي أنَّ رقم أمي بحوزة شخص غريب، كان ذلك بمثابة صدمة ولم أصدّق أبدًا أنَّه استطاع عمل ذلك"

يُذكر أنَّ الشخص المجهول الذي تبيَّن أنَّه يدعى "او تو" دخل الآن في مفاوضات مع موقع " Giffgaff" لتتمكن عائلة ايمرسون من استعادة الرقم.