نيودلهي ـ علي صيام
تعتبر الحيوانات جزءاً لا يتجزأ من العائلة لدى قبيلة "بيشنوي"، حيث تقوم أمهات القبيلة في إحدى المناطق النائية من ولاية راجاستان شمال الهند، برعاية أطفالهن فضلا عن رعاية الظبيان اليتامي والجرحى لأكثر من نصف قرن. وتقول مانجي ديفي بيشنوي (45 عاما) وهي ربة منزل من إحدى القوى إن " الغزلان الصغار هي حياتي إنها مثل أطفالي، وأطعمها الحليب والطعام وأتأكد من حصولها على الرعاية المناسبة وأهتم بها في المنزل مثل أفراد عائلتي، إنها ليست يتامى عندما نكون بالجوار، ولكن لديها أمهات جدد تقدمن لها تغذية الأم من أجل حياة صحية".
ويعيش أبناء جالية بيشنوي الذين يعبدون الطبيعة بالقرب من الأدغال والمناطق المهجورة، وغالبا مع يترعرعون بجانب جميع أنواع الحيوانات ولا يخافون من شيء. ويقول الطالب روشني بيشنوي (21 عاما) " لقد نشأت مع هذه الغزلان الصغيرة، إنها مثل أخي وأختي، إنها مسؤوليتنا للحفاظ على صحتهم ومساعدتهم على النمو، نحن نلعب معها ونتواصل مع بعضنا البضع وهي تفهم لغتنا".
وأضاف أحد الجيران رام جيفان بيشنوي (24 عاما) " نحن لا نراها كحيوانات إنها مثل أفراد الأسرة، ونحن نحرص على تقديم كل ما تحتاجه لتعيش حياة صحية، ونحافظ عليها في المنزل حتى لا تؤذيها الحيوانات الخطرة مثل الكلاب البرية، وإذا جُرحت نحافظ عليها ونعاملها مثل أطفالنا".
ويضم مجتمع البيشنوي 2000 منزل ويتبعون الهندوسي جورو سري جامبشاور باهوان منذ القران الخامس عشر وينفذون 29 قاعدة دينية اقترحت بواسطة جورو، ومن بين هذه القواعد حماية وحب الحيوانات والطبيعة، ويعتنون أيضا بالنباتات والحيوانات ويحمون الحيوانات من حرارة الصيف والصيادين المحتملين، ويُعتقد أن الغزال من الحيوانات المقدسة في هذا المجتمع ويحظى باهتمام خاص.
وأضاف رام جيفان " اتبعنا هذه الطريقة في المعيشة منذ أكثر من 550 عاما مع الكثير من الحب والمودة، ونحن نحافظ على الحيوانات بشكل كبير وخاصة الحيوانات الرضع، فنحن نساعدها ونطعمها مما تحتاج اليه، ونحن نفخر بما نفعله".