مقديشو ـ عمر مصطفى
يعاني النازحون الصوماليون في مخيمات مقديشو من نقص شديد في المواد الغذائية، فضلاً عن الحصول على الوجبات الأساسية للصغار، وذلك بسبب تقلص مستوى الدعم الإنساني للصومال بعد اشتداد الأزمات الإنسانية في سورية، والتي تشهد صراعاً عسكرياً لأكثر من عامين. وتقول بعض الهيئات الإنسانية المحلية لـ "مصر اليوم" إن نسبة المساعدات الإنسانية انخفضت بنسبة 70 في المائة ما يهدد حياة كثير من النازحين ممن كانت حياتهم معتمدة على المساعدات الإغاثة من الدول الإسلامية والعربية. هذا ويرتسم الحزن على وجوه الصغار في المخيمات فضلاً عن الكبار الذين لا يجدون ما يفطرون عليه رغم الجهود الإنسانية المتواصلة والغير الكافية في الوضع الراهن. ويقول النازح محمد على لـ"مصر اليوم "إن حياة أسرته الصغيرة صعبة جدًا في هذا الشهر، وليس عندنا عمل ولدينا أولاد، ونحتاج إلي العيش الكريم ونذهب يومياً إلي الأسواق ونتجول بحثاً عن فرصة عمل، لكننا نجد في بعض الأحيان قليلاً من المساعدات الإغاثة، وهذا ليس كافياً لمعالجة جوع أطفالنا الصغار". وطالب النازح محمد الهيئات الخيرية بأن يقدموا لهم مساعدات عاجلة في غضون هذا الشهر الفضيل، وأضاف "نرجو أيضاً الميسورين أن يوفروا لنا دعمًا إغاثياً ولو بشق ثمرة". غير أن ما يفاقم معاناة النازحين في رمضان، هو ارتفاع السلع الغذائية الضرورية وخاصة تلك التي تدخل في الوجبات الرمضانية، مما يجعل الأسر الفقيرة والضعيفة غير قادرة على شراء حاجاتها في رمضان. وتقول زينب من النازحات في معسكر بدبادو وهي أم لستة أطفال "إن غلاء الأسعار في المواد الغذائية يضيق الخناق علينا، وليس لدينا قدرة شرائية لمواجهة هذا الارتفاع الجنوني، نحن مضطرون للبقاء في المخيمات ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله". وناشدت زينب المنظمات الخيرية والجهات المعنية بقيام واجباتهم الإنسانية وخاصة للعائلات الأكثر تضررا ومعاناة. ويقول عبدالله، أب خمسة أولاد، أن "ارتفاع الأسعار خلال الشهر رمضان يصعب حياة النازحين"، وتابع قائلا" إن حال النازحين في مخيمات مقديشو يزداد سوء يوماَ بعد يوم، لاسيما، أن حياتنا صعبة جدًا للغاية ،وإذا لم نحصل على مساعدات فورية فإن معاناتنا ستتفاقم، لا قدر الله، أكثر وأكثر" وتعاني مخيمات مقديشو من سوء التغذية وشح الماء وتفشي الإمراض الوبائية مع قلة المساعدات الخيرية التي كانت تأتي من الهيئات الخيرية في هذا الشهر. هذا وتشتد معاناة النازحين في وقت طالب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، رجال الأعمال والتجار بتخفيض الأسعار الغذائية احترامًا لهذا الشهر، وتعاطفاً مع الفقراء والمساكين، ومساعدة للنازحين المتواجدين في معسكرات النزوح في مقديشو.