لندن ـ عبدالرحيم جرار
إهتمت الصحف البريطانية الصادرة في لندن، بتطورات الاحداث في سورية وقضية الجهادين الغربيين الذين قتلوا في المعارك هناك، لاسيما بعد تقارير تحدثت عن مقتل ثلاثة منهم بينهم بريطاني وأميركية قرب حلب فيما تطرقت، الالكترونية الى قرار مجلس الامن إدرج ، التي تقاتل إلى جانب المعارضة السورية المسلحة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد، ضمن قائمة المنظمات الإرهابية بسبب صلاتها بتنظيم "القاعدة" في العراق، كما تناولت موضوع قطع إيران جزءا كبيرا من دعمها المالي المقدم لحركة "حماس" الذي يصل إلى نحو 15 مليون جنيه إسترليني شهريا، عقوبة لها على موقفها في النزاع في سورية. وتحت عنوان "جهادي بريطاني أحد ثلاثة غربيين قتلوا في معركة ضد النظام السوري" تحدثت صحيفة الإندبندنت في تقريرها عن ميل بعض الشباب المسلمين في بريطانيا إلى المشاركة في عمليات الجهاد في الخارج، والتي أكدها إعلان دمشق عن مقتل شاب بريطاني مسلم بعمر 22 عاما اسمه علي المناصفي إلى جانب أميركية من ولاية ميشيغان بعمر 33 عاما تدعى نيكول لين مانسفيلد وشخص ثالث يعتقد إنه يعيش في كندا، في معركة خاضتها القوات الحكومية ضد جبهة "النصرة" الإسلامية القريبة من تنظيم القاعدة. وقالت صحيفة "الإندبندنت" إن الشرطة البريطانية زارت منزل علي المناصفي في ضاحية أكتن في غربي العاصمة البريطانية لندن، ونقلت عن أحد افراد عائلته قوله أنه كان في سورية منذ أربعة اشهر ثم إنقطع الإتصال به في الأسابيع القليلة الماضية،فيما أشارت إلى أن أكثر من 100 مسلم بريطاني قد شاركوا في النزاع الدائر في سورية والانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وإن لم يكن جميعهم من المقاتلين. وضربت "الإندبندنت" مثلا بالطبيب عيسى عبد الرحمن، الخريج الجامعي من "أمبريال كوليج" في جامعة لندن البالغ من العمر 26 عاما، والذي قُتل يوم الأربعاء الماضي بينما كان يقوم بعلاج الجرحى بعيادة ميدانية في بناية تعرضت لقصف القوات الحكومية. وقالت الصحيفة إن أبو حجار قائد لواء "صقور الشام" قال الخميس إن المناصفي ومانسفيلد كانا يقاتلان معه عندما قتلا في إشتباك مع "الشبيحة"، في إشارة إلى ميلشيا من الطائفة العلوية التي يتحدر منها الرئيس الاسد. وقتل الطبيب البريطاني عيسى عبد الرحمن بينما كان يقوم بعلاج الجرحى بعيادة ميدانية في سوريا فيما أضاف أبو حجار "اشتبكنا بإطلاق نار مع قوات الشبيحة، وقمنا بهجوم على حاجز تفتيش حكومي، وتمكنا من قتل عدد من الشبيحة، وجاءت مجموعة من جبل الأكراد للانضمام الينا، وأرادوا تجنب المرور بمركز حلب وساروا في طريق خلفي في الضواحي،لأنهم لم يكونوا يعرفوا بوجود حاجز تفتيش للجيش السوري هناك، فأطلق الجيش النار على سيارتهم وقتل الشاب البريطاني". وذكرت الصحيفة أن عائلة الأميركية مانسفيلد أكدت مقتلها أثناء القتال مع مجموعة إسلامية قريبة من القاعدة، وتنقل عن عمتها مونيكا مانسفيلد سبيلمان قولها إن الشرطة الفيدرالية أبلغت العائلة بموتها وتضيف أنه "من الواضح أنها كانت تقاتل إلى جانب قوات المعارضة". وترى الصحيفة أن البريطانيين الذين يقاتلون في سورية يتحدرون من خلفيات مختلفة، وأن حفنة منهم فقط قد اُعتقلوا لدى عودتهم لبريطانيا لدورهم في إعتداء محدد، حيث زعم أن لهم دورا في اختطاف المصور الفوتغرافي البريطاني جون كانتلي في محافظة حلب الصيف الماضي. وتحت عنوان "من ضاحية أكتن اللندنية إلى حلب؛ مسلم بريطاني يسعى لحتفه" تناولت صحيفة الغارديان نفس الموضوع فيما نقلت صحيفة الديلي تلغراف عمن تقول إنه صديق لأحد المقاتلين الذين كانوا مع المناصفي في سورية قوله أن الشخص الثالث الذي قتل في حلب هو بريطاني الجنسية أيضا ومن أصول هندية، ولا تعرف بدقة هويته الشخصية لكنه يكنى باسم "ابو زبير"، ولم يتم التأكد من هذه المعلومة من جهة مستقلة. ونشرت الصحيفة نفسها تحليلا بقلم ديفيد بلير "تحت عنوان "هل يعودون إلى بريطانيا كجهاديين عركهم القتال؟"ويقارن الكاتب بين مآلهم والمقاتلين العائدين من أفغانستان بعد تطوعهم للقتال ضد القوات السوفيتية هناك، حين وضعت القاعدة والغرب في جانب واحد في هذا القتال،إذ يرى أن مصير المناصفي يقدم دليلا حيا على أن النزاع في سورية بات يجذب المتطوعين من مختلف أنحاء العالم، ومع أن دوافعهم للانضمام للقتال ضد نظام الأسد غير معروفة، إلا أن سورية باتت المسرح الأول لـ"الجهاد" العالمي. وتساءل الكاتب ما هو حجم الخطر الذي يشكله هؤلاء على الأمن في الغرب؟ فالمئات من البريطانيين والعديد منهم من أصول سورية وعربية ذهبوا للقتال ضد الأسد، وإن نحو 50 إلى 100 منهم معروفون للأمن البريطاني بميولهم الأصولية. ويضيف إنهم لا يشكلون خطرا على بريطانيا ماداموا يشاركون في التمرد في سورية، ولكن السؤال هو ماذا لو عادوا بعد أن أصبحوا جهاديين عرك القتال قلوبهم وقوى شكيمتهم؟ وفي الشأن السوري أيضا إنفردت صحيفة "الفايننشيال تايمز" بنشر تقرير ينقل عن مسؤولين بريطانيين قولهم إن بريطانيا تستعد لشحن أسلحة إلى فصائل معارضة سورية في وقت قريب جديد في هذا الصيف، إذا فشل مؤتمر السلام في جنيف في تحقيق تقدم في حل النزاع السوري. وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي بريطاني رفيع قوله "إن توقيتا دقيقا لم يحدد ولم يتخذ قرار نهائي بعد، ولكن من المحتمل ... أن نشحن الأسلحة إلى المعارضين في آب/ أغسطس ". ويضيف المسؤول البريطاني أنه يتوقع أن تحرك القوى الغربية خلال الشهرين أو الثلاثة القادمة تجهيزات لكميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة إلى المعارضة السورية "فهم يحتاجون إلى الذخيرة، وإلى الكثير منها لمجرد مواصلة القتال". كما تنقل عن مسؤول بريطاني آخر قوله إن ثمة توقعات قوية بأن تقوم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بتقديم تجهيزات الأسلحة إذا فشلت محادثات السلام، على الرغم من تردد إدارة أوباما في تصعيد مساهمتها في سوريا. وتنشر الصحيفة ذاتها تقريرا يشير إلى أن الأكاديميين السوريين باتوا يبحثون عن ملاذ آمن في الجامعات البريطانية بعد اشتداد القتال بين النظام والمعارضة في بلادهم. وأشارت صحيفة "ديلي تلغراف" في تقرير لمراسلها في غزة إلى أن حركة "حماس" خسرت التمويل الإيراني بسبب دعمها المتمردين في سورية، فيما نقلت عن مسؤوليين في "حماس" قولهم إن إيران قطعت جزءا كبيرا من دعمها المالي المقدم لحركة حماس والذي يصل إلى نحو 15 مليون جنيه إسترليني شهريا، عقوبة لها على موقفها في النزاع في سوريا. ونسبت إلى غازي حمد وكيل وزارة خارجية حماس وصفه لعلاقة الحركة مع إيران بأنها "رديئة"، وإجابته ردا على سؤال بشأن التمويل الإيراني "استطيع القول إنها ليس كما كان في الماضي. لا أستطيع ان اعطيك كمية محددة، ولكن خسرنا كثيرا جدا لدعمنا الثورة السورية". ويقدر التقرير ما تقدمه إيران من دعم مالي لحماس منذ فوزها بالانتخابات في قطاع غزة بمبلغ 13 إلى 15 مليون جنيه إسترليني شهريا، وهو ما يكفي لتغطية الميزانية الحكومية في القطاع. حسب الدكتورعدنان أبو عامر استاذ العلوم السياسة المساعد في جامعة الأمة بغزة. في غضون ذلك اشارت الصحف الالكترونية إلى قيام مجلس الأمن الدولي إدراج جبهة "النصرة"، التي تقاتل إلى جانب المعارضة السورية المسلحة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد، ضمن قائمة المنظمات الإرهابية بسبب صلاتها بتنظيم القاعدة في العراق.