القاهرة ـ خالد حسانين
باتت "الأقنعة السود" محور الحديث بين المصريين أخيراً، وفي الوقت نفسه صارت مصدراً للدخل لبائعيها، فإلى جوار تلك الأقنعة وقفت تلك الفتاة وشقيقها يبيعون هذا المنتج الذي لاقى رواجاً بعد الذكرى الثانية للثورة، وكانت حديث وسائل الإعلام بل ومجلس الشورى الذي طلب رئيسه احمد فهمي من النائب العام القبض على تلك المجموعة التي ترتدي هذا القناع وخاصة من أطلق عليهم "البلاك بلوك" أو "الكتلة السوداء".وتحدث "مصر اليوم" مع بائع شاب، رفض ذكر اسمه، وهو يقف وسط ميدان التحرير يعرض بضاعته من الأقنعة البيضاء والسوداء، انه يقوم ببيعها ولا يعرف لها معنى، وقال "إنها مجرد أكل عيش" وأضاف أن "تلك الأقنعة يقبل عليها الكبار والصغار، أولاد وبنات".وتابع "منذ أن انتشرت وذاع صيتها في التليفزيون والصحف، زادت نسبة المبيعات وخاصة مع بدايات ذكري الثورة أيام 25 و26 و27 كانون الثاني/ يناير، واقبل عليها الشباب وهو ما جعلنا نشتري كميات اكبر"، وعن الأسعار يقول "الواحد منها ما بين 7 إلى 10 جنيه، والإقبال الأكبر على القناع الأسود، ولقد كنت قبلها أبيع الهدايا التذكارية الخاصة بالثورة، وأعلام جمهورية مصر العربية، ولكن الإقبال الشديد على تلك الأقنعة جعلني أتاجر فيها".وعبر البائع عن قلقه من إلقاء القبض عليه من قبل قوات الأمن خلال الأحداث، معللا أن رزقه يتطلب منه أن يكون وسط الأحداث، وفي وسط الميدان.وكانت جماعه "البلاك بلوك" قد شغلت الرأي العام خلال الأيام الأخيرة، ومنذ 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، بارتدائهم للأقنعة السوداء ومشاركة الثوار في التصدي لرجال الأمن لدرجة جعلت رئيس مجلس الشوري احمد فهمي يطالب النائب العام بضبط هؤلاء الشباب. يقول أعضاء "البلاك بلوك" أنهم يحمون الشباب الثائر، وإنهم يرتدون تلك الأقنعة خوفاً من الملاحقات الأمنية، فهي فلا تظهر وجوههم ولا يذكرون أسمائهم، وإنهم يخشون قمع الإخوان لهؤلاء الشباب، وهم على استعداد للتصدي لهم لتحقيق اهداف الثورةويضيف احدهم "للأسف هناك آخرين يندسوا بيننا، ويقوموا بأعمال شغب وسرقات، ويسيئون لنا، فنحن نحب هذا البلد، ولا نسعى للتخريب مطلقاً، وليست لنا قيادة، ونسعى لحماية الثورة".وانتقلت تلك الظاهرة إلى محافظات عدة، حيث أكد عضو المجموعة في سيناء انه "بصدد تكوين جمعية قبلية من أبناء وعائلات البدو لمكافحة مخطط توطين الفلسطينيين في سيناء، وكذلك التصدي لمليشيات حركة حماس التي ترعاها جماعة الإخوان".