الرياض - صوت الإمارات
"ماشي مع الرجم جنوب" هذه العبارة كتبها شاب سعودي تاه في صحراء السليل، على غطاء محرك السيارة، راسماً سهماً يُشير إلى الاتجاه المقصود، مما سهل عمل جمعية عون للبحث والإنقاذ في العثور عليه، وإنقاذه من موت محقق بعد أن بقي تائها 4 أيام.
واستنفرت أسرة الشاب فهد بن مرزوق الودعاني الذي يدرس في محافظة الخرج تخصص هندسة كهربائية، في البحث عنه وإبلاغ الجهات الأمنية، والنشر في كافة وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إليها، ليروي لـ"العربية.نت" تفاصيل قصته فيقول: "ذهبت لوادي السليل بهدف زيارة شقيقتي، وحينها دفعني الخروج للصحراء بهدف البحث عن ناقة ضاعت في الصحراء، وخلال طريق إلى موقع الإبل تعطلت السيارة، ليقوم أحد الأقارب بمساعدته، ودعاني لتناول وجبة الإفطار، ورفضت وقررت العودة عبر شعيب الصبيحة".
كما تابع: "تهت في الصحراء وسط فزع كبير، بعد أن انتهى الوقود وتعطلت إطارات السيارة، وسط أجواء حارة، فقررت مغادرة السيارة، وكتبتُ بالقلم على السيارة "ماشي مع الرجم جنوب"، وبقيتُ أهيم في الصحراء أبحث عن شجر أستظل فيه من الشمس، ولم أتوقع أني سأنجو أو أن أحداً يبحث عني، ومع ذلك قمت في اليوم الأول والثاني بإشعال إطارات السيارة لعل أحدا يبحث عني ويراني، وسط خوف من الموت المحتم، لأقضي وقتي في الصلاة والدعاء بعد أن انقطعت بني السبل بلا سيارة ولا جوال".
العقارب لسد الجوع.. وكتابة وصية
وأكمل سرد القصة: "ثلاثة أيام قضيتها بعيداً عن سيارتي مستظلاً تحت شجرة، وأشعلتُ النار ليلاً لعل أحدا ينقذني، ولم أقاوم الجوع بعد مرور يومين، فأكلت عقارب ومن شجر السمر لكي أسد جوعي بأي شيء، وبعد مرور الأيام حفرتُ قبري وكتبتُ وصيتي بوضع آبار سقياً في الموقع الذي تهت فيه، وفي اليوم الرابع وفجأة شاهدت أكثر من 15 سيارة تتجه بعيداً عني، ماعدا سيارة واحدة لـ"قصاص أثر" وهو كبير في السن ومعروف يدعى محمد بن خلف، والذي وجد القلم بالقرب من أحد الأشجار، ووجد الوصية التي كتبتها على قماش من مقاعد السيارة، واستطاع الوصول إليّ، بالتعاون مع جمعية عون للبحث والإنقاذ، فوراً أخذوني وأسقوني من الماء، لأعيش اليوم سعادة غامرة بعد أن كنت على مشارف الموت".
أيام عصيبة
من جانبه، قال والده مرزوق الودعاني: المنطقة التي تاه فيها ابني فهد تبعد قرابة 15 كلم عن السليل، والحمد لله تم العثور عليه بعد مرورنا بأيام عصيبة ما بين البحث والأمل، والشكر بعد الله لمحافظ السليل ولكافة الجهات الأمنية والأمن العام، والدفاع الجوي والتي استنفرت للعثور عليه، وأقول لهم "بيض الله وجوههم".
وفي السياق، قال المتحدث باسم جمعية عون للبحث والإنقاذ معاذ بن عبدالله الخنيني، إن بلاغاً ورد للجمعية مساء الخميس الماضي من شرطة محافظة السليل يفيد بتغيب المواطن فهد بن مرزوق الودعاني الدوسري (22 سنة)، الذي خرج في نزهة برية حسب بلاغ ذويه منذ (الأربعاء) 13/ 9/ 1441 ولم يعد.
وتابع: "بعد تلقي البلاغ واستيفاء المعلومات تم التنسيق مع جمعية غوث للتوعية والإنقاذ، وقام أعضاء الفريق المشارك من الجمعية بوضع خطة البحث ونقطة تجمع للأعضاء بـ 30 سيارة مجهزة وطائرات شراعية، واتجه الفريق إلى آخر موقع تمت مشاهدة المفقود فيه شمال غرب السليل وتم العثور على سيارة المفقود".
كما أوضح: وجد فريق البحث أن السيارة متعطلة بسبب "بنشر" 3 من إطاراتها نتيجة لوعورة الأرض التي كانت حجرية وبها مواقع أخرى رملية، واتضح أن المفقود بقي ليالي بجانب سيارته المعطلة على أمل أن يأتي أحد لإنقاذه، وخلالها قام بإشعال النار في أحد الإطارات للفت الأنظار، وبعدما يئس ونفد ما لديه من ماء وغذاء قرر ترك المكان.
وأضاف: المفقود الدوسري أحسن التصرف قبل مغادرة موقعه، فقام بكتابة اتجاه سيره على مقدمة السيارة المُعطلة، إذ كتب اسم المكان الذي سيتجه إليه، مشيرا إلى أن فريق البحث اتجه لتتبع أثره، وتم العثور عليه وقد نال منه التعب والإنهاك، ولكنه نجا من الهلاك، وتم نقله إلى مستشفى السليل، وهو الآن بصحة جيدة.
وقــــــــــــــــد يهمك أيـــــــــــضًأ :