القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الوحدة 8200 أحبطت هجوما متطرفا كبيرا لتنظيم داعش، في الصيف الماضي، هدف إلى إسقاط طائرة مدنية أقلعت من مدينة سيدني الأسترالية متجهة إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وقدم جنود لوحدة بالتعاون مع دوائر الاستخبارات الإسرائيلية، معلومات استخباراتية حصرية عن هجوم كان يجري التخطيط له، وقال الجيش إن هذه المعلومات أدت إلى القبض على المشتبه بهم، حتى وإن كانوا في مرحلة متقدمة جدا في تنفيذ مؤامرتهم المتطرفة.
وقال الجيش إن "إحباط الهجوم أدى إلى إنقاذ حياة عشرات الأشخاص الأبرياء، وأظهر أن الوحدة 8200 هي لاعب في حرب الاستخبارات على داعش". ومع عمليات مماثلة لتلك التي تقوم بها وكالة الأمن القومي في الولايات المتحدة، يقوم جنود واحدة من الوحدات الأكثر نشاطا للجيش الإسرائيلي، الوحدة 8200، باعتراض وجمع الاتصالات الرقمية والاستخبارات عن أعداء إسرائيل.
وتنتشر هذه الوحدة عبر الإنترنت في جميع أنحاء البلاد، وهم على خط المواجهة للحروب السيبرانية في إسرائيل طيلة أيام السنة، لتحديد التهديدات المحتملة وتحييدها على نحو فعال.
وقال ضابط كبير في الوحدة 8200 للصحافيين العسكريين يوم الثلاثاء "إن نحو نصف جنود الوحدة 8200 تعمل في نشاط عملياتي خارج حدود إسرائيل"، مشيرا إلى اعتراض وتحليل معلومات الاستخبارات التي جمعتها القوات، مؤكدا أن قدرات الوحدة، جعلتها جذابة للدول الأجنبية.
وأحبط المسؤولون الأستراليون في يوليو/ تموز الماضي، الهجوم الذي خطط له تنظيم "داعش" ضد رحلة الاتحاد للطيران، التي كانت من مدينة سيدني الاسترالية إلى أبوظبي، وتم اعتقال أربعة رجال في ضواحي سيدني خططوا لهجومين منفصلين، وشملت إحدى الهجمات زرع عبوة ناسفة على متن الطائرة حيث سيتم تفجيرها في الهواء.
ونقلت الصحافة المحلية في ذلك الوقت عن الشرطة الأسترالية قولها إن أحد المشتبه بهم يخطط لزرع متفجرات أرسلها أحد كبار عناصر داعش من خلال الشحن الجوي الدولي إلى المشتبه بهم في استراليا، وفي تلك المؤامرة، اتهم فريق مكافحة التطرف المشترك الجديد في نيو ساوث ويلز، الشاب خالد محمود خياط، البالغ من العمر 49 عاما و محمود خياط البالغ من العمر 32 عاما، بتهمة التخطيط لتنفيذ عمل متطرف.
ومع خسارة "داعش" الإقليمية وفقدانها الأراضي في سورية والعراق ربما تراجعت مخططاتها، ولكن جيش الاحتلال لا يعتقد أن تلك هي نهاية التهديد الذي تشكله الجماعة المتطرفة، حيث انتقل المسلحون من سورية والعراق إلى أماكن مثل شبه جزيرة سيناء في مصر، والتي تقع على حدود إسرائيل، كما كان جنود الوحدة 8200 مسؤولين عن إحباط هجوم القرصنة الإيراني الأخير ضد المنظمات الخاصة والعامة في إسرائيل.
وقال الجيش إن الهجوم الذي شنته مجموعة القرصنة تم إحباطه بالتعاون مع شعبة الدفاع في إدارة الاتصالات، من خلال "المراقبة الوثيقة لعمليات الشبكة الإيرانية والتعرف المبكر على محاولات مهاجمة إسرائيل. ووفقا لشركة كليرسكاي، وهي شركة إسرائيلية للأمن الإلكتروني درست البرمجيات الخبيثة وراء الهجمات الإلكترونية في المنطقة، فقد استهدفت المجموعة منظمات متعددة في إسرائيل ودول الشرق الأوسط الأخرى مثل تركيا وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية ولبنان منذ عام 2015، وفي هجوم ضد حكومة الإمارات العربية المتحدة كشفته شركة بالو ألتو نيتوركس، وهي شركة أخرى للأمن السيبراني كانت تراقب المجموعة، أرسلت رسائل إلكترونية للتصيد الاحتيالي مع ذكر موضوع "مسألة ههمة" لجذب الانتباه، وكانت في الواقع وثائق تحمل البرامج الضارة.
وقال تقرير يناير/ كانون الثاني 2017 من قبل كليرسكاي إن مجموعة القرصنة أقامت بوابة ويب وهمية، واستهدفت العديد من بائعي تكنولوجيا المعلومات الإسرائيلية والمؤسسات المالية والبريد الإسرائيلي منذ نهاية عام 2015. وقال ضابط كبير في الوحدة 8200 أمس "إن الانترنت هو جبهة قتال إضافية لإسرائيل، ولكن لدى الدولة قدرات هجومية ودفاعية كبيرة".
وأكد الضابط "أن إيران دولة ذكية جدا ذات تكنولوجيا متقدمة"، مضيفا أنه يحترم معلومات استخبارات عدوه الذي "تزيد من قدراته الهجومية"، وذكر أن الوحدة كانت أيضا فعالة جدا في إحباط العشرات من الهجمات المحتملة من قبل الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بداية موجة العنف الأخيرة التي اندلعت في عام 2015، قائلا "عندما نرى الحديث عن هجوم يمكن أن يحدث خلال الـ 10 دقائق المقبلة، علينا أن نعمل بطريقة فعالة وسريعة من أجل وقفه، وهناك الكثير من المسؤولية التي تقع على أكتاف هؤلاء الضباط الشباب".
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مساء الأربعاء، إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي يستحق الشكر ليس فقط لحماية إسرائيل بل أيضا لحماية الناس في كل مكان في العالم، وقال نتانياهو في الاجتماع السنوي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمبركية الكبرى إن إسقاط الطائرة كان سيؤدي إلى مأساة كبرى وانقطاع كبير في حركة الطيران المدني، وأضاف أن هذا الهجوم كان واحدا من الكثير من الهجمات التي أحبطتها إسرائيل في أنحاء العالم.