واشنطن ـ يوسف مكي
قد تجد القوات الأميركية نفسها من بين عدد من الدول الأكثر تضررا، وتتعرض لخطر الهزيمة، في حال اندلعت الحرب مع كوريا الشمالية، وهو التحذير الذي أطلقه الجنرال جان جو مارك غاواس، نائب قائد القوات الأميركية في كوريا في رسالة إلى الديمقراطيين هذا الشهر.
وحذر غاواس من أن الأمر ربما يستغرق أيام أو أشهر؛ لتدعيم تعزيزات المنطقة والتي ستترك نحو 28 ألف جندي أميركي، و490 ألف جندي كوري جنوبي، ليحاربوا 1.2 مليون جندي من كوريا الشمالية، موضحًا أنه على الجنود التصدي للقصف المدفعي والصواريخ، وأن يتوقعوا اعتداءات بأسلحة كيميائية ونووية، مشيرًا إلى أنه من بين المزايا البارزة التي تحتفظ بها القوات الأميركية هي القوة الجوية المتفوقة والتي يمكن استخدامها لإخراج بطاريات المدفعية والصواريخ، ولكن هذه المهمة سوف تستغرق أيامًا، حيث سيموت الكثير من الناس، وإذا تقدمت القوات الكورية الشمالية سريعا إلى المدن الكبرى في الجنوب، فإن الكثير من القوات الجوية الأميركية سوف تنسحب؛ خوفا من مقتل المدنيين بضربات.
وتقع سيول، التي يقطنها نحو 10 ملايين نسمة، على بُعد 35 ميلا جنوب المنطقة المنزوعة السلاح التي تشكل الحدود الحالية بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
وفي رسالة بعث بها إلى الديمقراطيين في 7 نوفمبر / تشرين الثاني، كتب غاواس "إن عدد القوات المسلحة الأميركية في كوريا الجنوبية البالغ عددهم 28500 فرد، تفوقه عددا عدد القوات الكورية الشمالية، وعلى عكس كل صراع منذ الحرب الكورية الماضية، لن نتمكن من بناء قواتنا قبل بدء العمليات العدائية؛ لأن كيم سوف يستبق أي محاولة للقيام بذلك مع هجوم من بلده"، وأضاف "وعلاوة على التعامل مع الجيش الكوري الشمالي الكبير، هناك أسلحة كيميائية وهجمات نووية المحتملة، لذلك فإن القوات الأميركية والكورية الجنوبية ستواجهان أزمة إنسانية يصعب إدارتها، وسيشمل ذلك أكثر من مائة ألف غير مقاتل من الأميركيين، وكثير من الذين سيتحولون إلى القوات الأميركية لإخراجهم من شبه الجزيرة".
وفي الفترة من كانون الثاني/ يناير 2012 إلى كانون الأول/ ديسمبر 2014، شارك غاواس بشكل كبير في وضع خطط لمواجهة هجوم كوريا الشمالية على كوريا الجنوبية، ووصفه بأنه أكبر تحد واجهه في حياته المهنية التي استمرت 35 عاما، فيما قال الجنرال المتقاعد، روب جيفنز، إن البنتاغون لم يصرح بتقديرات رسمية لمدى تكلفة الحرب مع الشمال، ولكن الحسابات الحالية تشير إلى أن 20 ألف شخص ربما يموتون يوميا في بداية النزاع.
وفي الوقت نفسه، تُقّدر دائرة بحوث الكونغرس موت نحو 300 ألف شخص خلال الأيام القليلة الأولى، وتضرر 25 مليون شخص على جانبي الحدود، وهذه السيناريوهات لا تشمل استخدام الأسلحة النووية، أو مخاطر القوى الإقليمية الأخرى مثل الصين، بجانب انتشار الصراع.
وأظهرت الرسالة أن ثلاث ناقلات طائرات أميركية قامت بتدريبات في منطقة المحيط الهادئ، وهي المرة الأولى منذ عقد من الزمن يتم فيها مشاهدة ثلاث ناقلات، ومن المقرر أن تستمر لأربعة أيام من التدريبات، ومن ناحية أخرى، يزور دونالد ترامب، الرئيس الأميركي، المنطقة بما في ذلك يتوقف في كوريا الجنوبية للقاء الرئيس المنتخب حديثا مون غاي.