لندن - صوت الامارات
يضطر الأطفال الذين يعانون من مشاكل عقلية الانتظار حتى 18 شهرا لتلقي العلاج مما يؤدي بهم إلى إيذاء النفس، وفقًا لتقرير مسرب تم العثور عليه من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، وتفيد التقارير بأن وثيقة اللجنة المعنية بجودة الرعاية تدعي أن الشباب الذين يعيشون في ظروف صحية مثل القلق والاكتئاب يعانون من تفاقم أمراضهم بسبب التأخيرات الطويلة في تلقي العلاج. وتتألف الدراسة التي أجرتها الحكومة من تقييم واسع النطاق لخدمات الصحة العقلية للأطفال والمراهقين في جميع أنحاء إنجلترا.
وذكرت صحيفة الغارديان أن هذا التقرير هو إنذار حول عدد الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما والذين يواجهون صعوبات بعد نقلهم للعلاج المتخصص من قبل الممارس العام أو المدرس، مشيرة إلى أن التقرير يوضّح أن الطلب المتزايد على الرعاية يتزامن مع انخفاض عدد الموظفين والمستويات اللاحقة من الرعاية مع حدوث ضغط خاص في عطلة نهاية الأسبوع، ومع ذلك، سيشير التقرير أيضا إلى أن الشباب الذين يحصلون على المساعدة يتلقون رعاية من موظفي دائرة الصحة الوطنية.
وأكد متحدث باسم اللجنة المعنية بجودة الرعاية أن التحليل لا يزال في شكل مسودة مشروع و عرضة للتغيير. وقال: "لقد كلفنا الحكومة بتحديد نقاط القوة والضعف في نظام الرعاية الصحية لدعم الصحة النفسية للأطفال والشباب والمساعدة على تحسين فهم المسارات التي يتبعونها والعقبات التي يواجهونها. وسننشر المرحلة الأولى من هذا الاستعراض المتخصص الأسبوع المقبل".
وقالت رئيسة خدمات الآباء في مؤسسة خيرية للصحة العقلية، "العقول الشابة" جو هاردي، إن "التحسينات تحدث في بعض المناطق، ولكن عددا من الشباب يتحولون إلى إيذاء أنفسهم عندما يواجهون فترات إحالة طويلة، بعض الآباء يخبروننا أن أطفالهم قد بدءوا في إيذاء أنفسهم أثناء مدة الانتظار أو أنهم تسربوا من المدرسة، وهذا ليس له تأثير كبير على تعليمهم فحسب، بل يعني أيضا أن أحد الوالدين قد يتخلى عن وظيفته لرعاية الطفل، نسمع من الآباء الذين انقطعوا بسبب الضغط الذي يواجهونه نتيجة الانتظار الذي يقع على هائل الأسرة بأكملها، أو الذين يتحدثون عن الأثر المدمر الذي يخلفه على أطفالهم الآخرين"، ولكن مديرة الصحة النفسية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، كلير مردوخ، قالت إن تمويل خدمات الصحة العقلية للأطفال والشباب يتزايد بعد سنوات من نقص الاستثمار.
وأفادت بأنّه "في العام الماضي وحده، تشير الأرقام إلى أن الإنفاق على الصحة النفسية للشباب قد ارتفع بنسبة 100 مليون جنيه إسترليني. وهذه الزيادة بنسبة 15 في المائة تفوق بكثير الارتفاع العام في الإنفاق على الصحة النفسية، وهو في حد ذاته الآن ارتفاع أسرع بكثير من ميزانية هيئة الخدمات الصحية الوطنية الشاملة، بدون شك، بعد سنوات من نقص الاستثمار، يتم الآن تشجيع المصادر التمويلية للصحة النفسية التابعة للهيئة الوطنية للصحة النفسية. حتى في جميع أنحاء البلاد، بدأت الخدمات الهامة هذه في التوسع والتحسين، حيث أن ثلاثة أرباع الشباب يحصلون الآن على الرعاية الطارئة لاضطرابات الأكل في غضون أسبوع واحد".
وختمت السيدة مردوخ، بأنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه لمواجهة حجم الاحتياجات الذي لم يتم تلبيته في الخدمة الصحية، وذكرت أن الأمر سيستغرق سنوات من الجهد العملي المتضافر لحل الثغرات التي خلفها نقص الموظفين في الطب النفسي للأطفال، والعلاج والتمريض.