لندن ـ كاتيا حداد
كشف استطلاع جديد للرأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث، أن "داعش" يواجه البغض عالميًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وحتى في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وعلى الرغم من الحديث المفترض عن التعاطف مع التنظيم المتطرف بين المسلمين في بريطانيا وحول العالم إلا أن البحث أشار إلى عدم وجود دعم للتنظيم في 11 دولة شملها الاستطلاع.
وأوضح 99% من المشاركين في الاستطلاع في لبنان حيث قصف "داعش" بيروت مؤخرًا ما أسفر عن مقتل 43 شخصًا، أن لديهم رأيًا سلبيًا جدًا بشأن التنظيم، في حين أفاد 94% من الإسرائيليين و89% من الأردنيين بأنهم يشعرون بالشيء نفسه، وفي فلسطين أعرب 84% عن نظرتهم السلبية في قطاع غزة بنسبة 92% والضفة الغربية بنسبة 79%.
وبيّن مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني "كابيو" كريس دويل لـ "الإندبندنت"، أن النتائج غير مفاجئة، مضيفًا: "تؤكد هذه النتائج على النظر إلى داعش باعتباره يشكل تهديدًا للمجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم العربي، وكان المسلمون أول ضحايا التنظيم كما هو الحال مع تنظيم "لقاعدة، وبالطبع لم يحب الناس طريقتهم الوحشية في التعامل مع المرأة أو طريقة حكمهم، فضلًا عن قطع رؤوس الناس، ويعرف المشاركون في الاستطلاع أن تصرفاتهم تساعد في تحويل العالم غير المسلم ضدهم".
ولفت دويل إلى أنه في جميع المناطق التي شهدت الجماعات المتطرفة كانت لبنان واعية لاسيما بمجازر سورية المجاورة ما دفع آلاف اللاجئين إلى الفرار عبر الحدود، وفي البلاد التي شملها الاستطلاع لم تزد نسبة الدعم لـ"داعش" عن 15%.
وظهرت وجهات نظر مختلطة في باكستان، حيث أعرب 62% أنهم لا يعرفون شعورهم في حين أوضح الثلث أن لديهم شعورًا سلبيًا تجاه التنظيم، وبيّن حوالي 9% أن لديهم اتجاهًا إيجابيًا.
وببيّن السيد دويل أن زيادة نسبة "لا أعرف" ربما تشير إلى عدم الرغبة في الرد على هذا السؤال، مضيفًا: "لم يكن لداعش قدر من التواجد في باكستان ولذلك أود أن أرى المزيد من التحليل".
واختلفت الآراء بين الجماعات الدينية في بعض المناطق بما في ذلك نيجيريا، حيث أعلنت جماعة "بوكوحرام" ولاءها لـ"داعش" في وقت سابق من هذا العام أثناء محاولة إنشاء الخلافة في ظل التمرد الدموي.
وأعرب نحو ثلاثة أرباع المسيحيين النيجيريين عن وجهة نظر سلبية من "داعش"، وكذلك 61% من مسلمي نيجيريا، في حين دعم خمس مسلمي نيجريا التنظيم.
وحصل مركز "بيو" على هذه الإحصاءات من مسح للاتجاهات العالمية أجرى في ربيع هذا العام قبل الأعمال الوحشية الأخيرة لـ"داعش" في فرنسا وروسيا ولبنان ومصر وتونس والعراق وسورية، وجاءت هذه النتائج بعد تعرض جريدة "ذا صن" للنقد عندما زعمت أن واحدًا من كل خمسة مسلمين بريطانيين يتعاطفون مع المتطرفين الذين ذهبوا للقتال مع "داعش" في سورية.
وأفاد واحد من كل خمسة مشاركين ممن شملهم الاستطلاع، بأن لديهم بعض أو الكثير من التعاطف مع الناس التي ذهبت إلى سورية لكنهم لم يحددوا الجهة التي يقاتلون من أجلها، فضلًا عن ذهاب العديد من المتطوعين إلى القتال ضد "داعش" مع الأكراد وقوى أخرى، وأشار المشاركون أيضا إلى أن كلمة تعاطف لا تعنى بالضرورة الموافقة.