القاهرة – صوت الإمارات
التغذية هي أساس الصحة والتنمية، وتحسين التغذية يعني تقوية مناعة الناس من جميع الأعمار وتخفيض معدل إصابتهم بالأمراض وتحسين صحتهم.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنّ الأطفال الأصحاء يتعلّمون أحسن من غيرهم وأنّ الناس الأصحاء تزيد قوتهم وإنتاجيتهم وقدرتهم على تحطيم دائرة الفقر وتفجير كامل طاقاتهم.
ويواجه العالم، حالياً، أخطاراً متنامية تحدق بالأمن الغذائي نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض الإنتاجية الزراعية ممّا قد يؤدي إلى نقص التغذية. وهناك، على عكس ذلك، بعض الفئات السكانية التي تواجه استفحال ظاهرة السمنة.
وتستكشف المنظمة هذه المخاطر المرتبطة بسوء التغذية، والتغذية طوال دورة الحياة، وأساليب تحسين الصحة التغذوية على الصعيد العالمي.
ــ سوء التغذية من العوامل الرئيسية التي تسهم في مجمل عبء المرض العالمي، ذلك أنّ أكثر من ثلث وفيات الأطفال التي تحدث في جميع أنحاء العالم مردّها ظاهرة نقص التغذية، علماً بأنّ الفقر هو السبب الأساسي الكامن وراء تلك الظاهرة.
ــ من المؤشرات الرئيسية على سوء التغذية المزمن مشكلة التقزّم- أي عندما يكون الأطفال قصيري القامة بشكل مفرط بالنسبة لفئتهم العمرية مقارنة بمعايير منظمة الصحة العالمية لنمو الأطفال، وهناك نحو 165 مليوناً من الأطفال الذين يعانون من مشكلة التقزّم بسبب نقص الأغذية وافتقار النُظم الغذائية إلى الفيتامينات والمعادن والتعرّض للأمراض حسب تقديرات عام 2011.
ــ الهزال والوذمة الثنائية الجانب من الأشكال الوخيمة لسوء التغذية- وهما يحدثان جرّاء نقص حاد في الأغذية والإصابة بالأمراض في وقت واحد، ويقضي حوالي 5ر1 مليون طفل نحبهم كل عام بسبب الهزال.
ــ يتمثّل الجوع الخفي في افتقار النظام الغذائي إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية، التي تكتسب أهمية كبرى في تعزيز المناعة وضمان النماء الصحي. ومن الشواغل الرئيسية في ميدان الصحة العمومية عوز الفيتامين A والزنك والحديد واليود، وهناك مليارا نسمة ممّن يعانون من عوز اليود في جميع أنحاء العالم؛ كما تُعزى وفاة أكثر من نصف مليون طفل في شتى ربوع العالم كل عام إلى عوز الفيتامين A.
ــ من المشكلات الصحية العمومية الكبرى ارتفاع نسبة فرط الوزن والسمنة، ويواجه الناس من جميع الأعمار والخلفيات هذا النوع من سوء التغذية. ونتيجة لذلك تتزايد معدلات الإصابة بالسكري وغير ذلك من الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي، حتى في البلدان النامية، والجدير بالذكر أنّ نحو 20% من الأطفال دون سن الخامسة الذين يعيشون في البلدان النامية يعانون من السمنة.
ــ التغذية السليمة أثناء فترة الحمل تضمن الصحة للرضيع، وتوصي منظمة الصحة العالمية بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولى من عمر الرضيع، مع إعطاء الأغذية التكميلية المأمونة التي تناسب عمر الرضيع اعتباراً من الشهر السادس والاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى بلوغ الطفل عامين أو أكثر من ذلك، ويمكن تجنّب نحو 20% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم باتّباع هذه الدلائل التغذوية.
ــ تبدأ المشاكل التغذوية التي تصيب المراهقين أثناء مرحلة الطفولة وتستمر في مرحلة الكهولة، ويُعد فقر الدم من المشكلات التغذوية الرئيسية التي تلمّ بالمراهقات.
ــ اتّباع نظام غذائي غير صحي والامتناع عن ممارسة النشاط البدني لفترات طويلة من الأمور التي تسهم في زيادة المخاطر الصحية مع مرور الوقت وتؤدي إلى الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والسرطان والسكري وغير ذلك من المشاكل، ومن الملاحظ تشيّخ سكان العالم، ذلك أنّ عدد أولئك البالغين من العمر 60 عاماً وأكثر سيرتفع من 700 مليون نسمة، وهو العدد المُسجّل حالياً، إلى مليار نسمة بحلول عام 2020. وستكون الصحة التغذوية، في مرحلة الكبر، من العوامل الأساسية التي تؤثّر في الحالة الصحية على الصعيد العالمي.
ــ لا بد من توفير المعلومات الخاصة بالتغذية لتحديد المجالات التي تشتد الحاجة فيها إلى المساعدة التغذوية. وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية، في عام 2006، المعايير الدولية لنمو الأطفال التي تتيح مؤشرات تمكّن من مقارنة حالة الأطفال التغذوية داخل البلدان والأقاليم وفيما بينها. كما يوفر نظام للمعلومات الخاصة بالتغذية، وضعته منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الشركاء، مرتسمات قطرية عن المؤشرات الرئيسية المتعلقة بالتغذية والعوامل المؤثرة مثل الأغذية والصحة والرعاية.
ــ شهدت العلوم تقدماً ملحوظاً وباتت تُعرف الإجراءات المسندة بالبيّنات والقادرة على تحسين الصحة التغذوية- لاسيما بين أشدّ الفئات استضعافاً. واستجابة لذلك تتعاون منظمة الصحة العالمية مع الشركاء من أجل تزويد البلدان بالنصائح العلمية، فضلاً عن أدوات إلكترونية سهلة الاستخدام. والغرض من هذه الجهود المتضافرة هو تحفيز السياسات والتدخلات الكفيلة بإنقاذ الأرواح.