واشنطن ـ صوت الإمارات
قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" إن مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية أبحرت على مسافة أقل من 12 ميلا بحريا من جزيرة تتنازع السيادة عليها الصين ودولتان أخريان في بحر الصين الجنوبي يوم السبت للتصدي لمحاولات تقييد حرية الملاحة.
وتقول الصين إن من حقها السيادة على معظم بحر الصين الجنوبي الذي تمر عبره تجارة عالمية يزيد حجمها على خمسة تريليونات دولار سنويا. وتتنازع فيتنام وماليزيا وبروناي والفلبين وتايوان السيادة على أجزاء من البحر.
وقال الكابتن جيف ديفيز المتحدث باسم البنتاجون إنه لم تكن هناك سفن تابعة للجيش الصيني بالقرب من المدمرة الأمريكية كيرتيس المسلحة بصواريخ موجهة اثناء مرورها قرب جزيرة تريتون الواقعة ضمن جزر باراسيل.
وأضاف "هذه العملية تحدت محاولات الدول الثلاث التي تطالب بالسيادة -وهي الصين وتايوان وفيتنام- لتقييد حقوق الإبحار وحرية الملاحة."
وتعكس تصريحاته موقف الولايات المتحدة بضرورة اعتبار بحر الصين الجنوبي مياها دولية.
وكانت الولايات المتحدة قد فعلت نفس الشيء في أكتوبر تشرين الأول الماضي عندما أبحرت المدمرة لاسن المسلحة بصواريخ موجهة قرب إحدى الجزر الصناعية التي أقامتها الصين مما أثار انتقادا قويا من بكين.
وقال ديفيز إن العملية الأخيرة تهدف إلى تحدي السياسات التي تطالب بالحصول على إذن مسبق أو الإبلاغ بالمرور في البحار الإقليمية. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تتخذ موقفا في التنازع على الجزر الطبيعية ببحر الصين الجنوبي.
وأضاف "لم يتم إبلاغ أي من المتنازعين قبل العبور الذي يتماشى مع عملياتنا الطبيعية ومع القانون الدولي."
وردت وزارة الخارجية الصينية مساء السبت ببيان نشر بموقعها على الإنترنت نددت فيه بالتصرف الأمريكي.
وقال البيان "السفينة الحربية الأمريكية انتهكت القوانين الصينية ذات الصلة بدخول المياه الإقليمية الصينية دون إذن مسبق. اتخذ الجانب الصيني إجراءات في هذا الشأن بينها الرقابة والتحذير."
وتلا ذلك بيان بلهجة أشد من وزارة الدفاع الصينية بموقعها على الإنترنت وصف الإجراء الأمريكي بأنه "استفزاز متعمد وغير مسؤول وبالغ الخطورة."
وأضافت وزارة الدفاع أن قطع البحرية الصينية اتخذت إجراءات فورية ردا على ما حدث وأجرت عمليات للتحقق من الهوية وأصدرت تحذيرا للسفينة بضرورة الابتعاد.
وقال بيان الوزارة "بغض النظر عن الخطوات الاستفزازية التي قام بها الجانب الأمريكي فإن الجيش الصيني سيتخذ جميع الإجراءات الضرورية لتأمين السيادة الوطنية والأمن القومي."
وجاءت العملية بعد مطالبات في الكونجرس لإدارة باراك أوباما بمواصلة الدوريات كتلك التي حدثت في أكتوبر تشرين الأول.
وانتقد جون مكين رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي أوباما هذا الشهر للتأخر في القيام بتحركات تؤكد على حرية الملاحة.
وأضاف مكين في بيان يوم السبت إنه يعتبر هذه الانباء "مشجعة".
وتابع "ما زلت آمل أن تصبح هذه العمليات شيئا متكررا إلى أن تقبلها الصين والمتنازعون الاخرون كشيء معتاد ولن يكون من الضروري بعد ذلك نشر بيانات صحفية للاشادة بها (العمليات)."
وقال إن التأخر في اتخاذ اجراءات أتاح للصين مواصلة طموحاتها الاقليمية في المنطقة بما في ذلك إرسال طائرة إلى جزيرة صناعية في أرخبيل جزر سبراتلي.
نقلا عن أ. ش .أ