اقرباء 12 صينيا من ركاب الطائرة الماليزية في مقر محكمة قضايا السكك الحديد في بكين في 7 اذار/مارس 2016

تقدم اقرباء 12 صينيا من ركاب الطائرة الماليزية التي فقدت عام 2014، بشكاوى الاثنين في بكين ضد شركة الطيران عشية الذكرى الثانية لاختفاء الطائرة وانتهاء المهلة القانونية لهذا الاجراء.

وفي الوقت نفسه، سلمت سلطات موزمبيق صباح الاثنين في مابوتو خبراء ماليزيين قطعة الحطام التي عثر عليها على شاطىء في هذا البلد وقد تكون للطائرة الماليزية المفقودة.

وذكر صحافي من وكالة فرانس برس ان اقرباء ركاب الطائرة، الذين تجمعوا في مكتب صغير في محكمة قضايا السكك الحديد المكلفة ملف الرحلة ام-اتش370 وكان بعضهم يبكي، سلموا الموظفين الوثائق اللازمة.

وهذه الشكاوى مرفوعة ضد شركة الطيران الماليزية ومجموعة بوينغ المنتجة للطائرة وشركة رولس رويس المصنعة للمحرك وكذلك شركات تأمين.   

وكانت الطائرة تقوم برحلة بين كوالالمبور وبكين وعلى متنها 239 شخصا بينهم 153 صينيا، عندما فقدت في الثامن من آذار/مارس 2014. واعلن رسميا ان الطائرة تحطمت في المحيط الهندي.

لكن القضية ما زالت الى اليوم احد اكبر الالغاز في التاريخ الحديث للملاحة الجوية.

ويمهل القانون الدولي العائلات سنتين لرفع دعوى في قضايا حوادث الطيران، وهذا ما فعلته العائلات رغما عنها.

لكن العائلات الصينية "يمزقها حزن عميق" جراء قرار اللجوء الى القضاء، كما قال المحامي جانغ تشيهواي من مكتب لانبينغ للمحاماة، الذي يمثل مجموعة المدعين.

واوضح ان كثيرين من اقرباء الصينيين المفقودين ما زالوا، على الرغم من تقديمهم الشكوى، مقتنعين بانهم على قيد الحياة ومحتجزين بالقوة في مكان ما رغم العثور مؤخرا على قطعة من الطائرة في جزيرة لا ريونيون وقطع حطام قد تكون تلك التي في موزمبيق.

وقال المحامي نفسه "انهم يعتقدون انهم اذا قبلوا التعويضات، فان شركة الطيران يمكنها ان ترفض تحمل اي مسؤولية في وقت لاحق وتتنصل مما حدث وينسى كل شيء".

وتابع ان التعويضات المطلوبة تتراوح بين 152 الف دولار و1,07 مليون دولار للراكب، حسب السن والدخل.

واضاف "في البداية لم يكن كثيرون يريدون رفع دعوى ويفضلون الانتظار. لكن بتحديد موعد مهلة لم يعد لديهم خيار آخر اذ ان فقدان الحق في الادعاء سيكون مؤلما جدا".

وقال عدد من مكاتب المحامة الاميركية والماليزية والاسترالية والصينية لوكالة فرانس برس انها بدأت دعاوى قضائية باسم اقرباء مفقودين.

وتدير استراليا عمليات البحث في جنوب المحيط الهندي في اعماق منطقة تبلغ مساحتها 120 الف كيلومتر مربع، اي ما يعادل ثلاثة اضعاف مساحة سويسرا.

لكن محاولات تحديد مكان حطام طائرة البوينغ 777 اخفقت حتى الآن. وفي غياب اي مؤشرات جديدة قررت السلطات انهاء كل العمليات بحلول تموز/يوليو المقبل.

وفي هذا الاطار، اعلن جواو دي ابرو رئيس معهد لطيران المدني في موزمبيق لفرانس برس "سلمنا رسميا صباح اليوم حطاما الى الخبراء الماليزيين" الذين سيتوجهون الثلاثاء الى كوالالمبور التي ستنقل منها القطعة الى استراليا لتحديدها.

واضاف انه "من السابق لاوانه اطلاق عمليات بحث عن قطع اخرى"، موضحا انه "اذا تبين ان هذه القطعة عائدة للطائرة فعلا، سيعود الخبراء بالتأكيد الى موزمبيق لعمليات بحث معمقة ولاستجواب سكان فيلانكولوس" القريبة من مكان العثور على القطعة.

وتأمل العائلات الآن من القضاء الرد على بعض التساؤلات.

لكن كثيرين متحفظون على التفاوض حول تعويضات بينما لم يتوصل التحقيق الى اي نتيجة حتى الآن، معتبرين ان هذه المبالغ ستكون "فدية مقابل حياة" اقرباءهم.

وقالت غاو شيانينغ (65 عاما) التي فقدت ابنتها وصهرها وابنتهما في الطائرة "اخترت بدء ملاحقات ليعيدوا لي ابنتي سالمة".

واضافت "انني واثقة من ان الطائرة لم تتحطم في المحيط الهندي بل هبطت في مكان ما وابنتي في امان".

واوضحت انها لن تقر بموت اقربائها اذا لم يعثر على جثثهم. وقالت "اريد الحقيقة. اين الطائرة؟ اين الركاب؟".

وقال جانغ ان مهلة السنتين تشكل ضغطا كبيرا على موكليه.

ورأت غاو من جهتها ان المهلة "جائرة وتعسفية وتسبب صدمة نفسية قوية"، معتبرة انها يجب الا تطبق خصوصا في قضية تشكل لغزا كهذه.

واضافت وهي تمسح دموعها ان "موعد الثامن من آذار/مارس يشكل طعنة جديدة".