وتارا بعد اجتماع وزاري الطارىء في ابيدجان 14 مارس 2016

 اكد رئيس ساحل العاج الحسن وتارا الاثنين ان "بلاده لن يخيفها الارهابيون"، وذلك غداة اعتداء اوقع 18 قتيلا بينهم اربعة فرنسيين الاحد في منتجع غراند بسام السياحي قرب ابيدجان اثار صدمة في البلاد.

وهاجم مسلحون الاحد هجوما على الشاطىء حيث توجد مجموعة من الفنادق، واطلقوا النار عشوائيا، قبل ان تتمكن القوى الامنية من القضاء عليهم. واعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي مسؤوليته عن الاعتداء.

وقال وتارا في خطاب عبر التلفزيون "ساحل العاج لارهابيين ان يخيفوها"، مضيفا "ساحل العاج ستقف لمواجهة الجبناء ولحماية شعبها".

وتعهد بالعمل مع دول اخرى في المنطقة والقارة الافريقية ومع "شركاء دوليين لتعزيز تعاوننا من اجل محاربة هؤلاء الارهابيين".

واستهدف تنظيم القاعدة في السابق اماكن يرتادها اجانب في افريقيا الغربية بينها في باماكو (20 قتيلا بينهم 14 اجنبيا في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2015) وواغادوغو (20 قتيلا في 15 كانون الثاني/يناير).

وقبل ايام على هجوم واغادوغو في كانون الثاني/يناير، هدد احد قادة التنظيم حلفاء "الصليبيين"، في اشارة الى قوات الامم المتحدة في مالي التي تضم قواعد فرنسية او اميركية، وكذلك ساحل العاج وبوركينا فاسو.

وكشف وزير الداخلية العاجي حامد بكايوكو الاثنين ان "قوى الامن احبطت عددا من المحاولات في السابق، فبلدنا مستهدف منذ سنوات".

- "خطة عمل" -

واعلن بكايوكو في اعقاب اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء ارتفاع حصيلة الهجوم لتبلغ 15 مدنيا وثلاثة عناصر امن، اضافة الى مقتل ثلاثة "ارهابيين"، مصححا حصيلة اشارت الى مقتل ستة مهاجمين.

وتابع "في ساحة العمليات وفي اوج الانهماك، تم الاعلان عن بعض معلومات تم تصحيحها لاحقا". وكان تنظيم القاعدة اعلن وجود ثلاثة منفذين في بيان تبنيه الهجوم.

وبين الضحايا اربعة فرنسيين، على ما اعلنت الرئاسة الفرنسية الاثنين. كما قتلت المانية، هي مديرة مؤسسة غوتيه في ابيدجان، فيما افاد مصدر مقرب من الملف ان بين القتلى رعايا من لبنان وبوركينا فاسو ومالي.

واكدت فرنسا في بيان للرئاسة انها "ستدعم ساحل العاج في مبادراتها لمكافحة الارهاب وتعتبر ان التعاون بين جميع الدول المهددة من الجماعات الارهابية خصوصا في غرب افريقيا يجب ان تتكثف اكثر من اي وقت مضى". ويتجه وزيرا الخارجية جان مارك ايرولت والداخلية برنار كازنوف الفرنسيان الى ابيدجان الثلاثاء تعبيرا عن تضامن فرنسا.

وعبر مجلس الامن الدولي من جهته عن "تضامنه مع ساحل العاج ودول المنطقة في مكافحتها الارهاب". واكد في بيان بالاجماع ان الدول الاعضاء ال15 "تشدد على ضرورة تكثيف الجهود الاقليمية والدولية لمحاربة الارهاب والتطرف العنيف الذي يمكن ان يقود الى الارهاب".

والى جانب اعلان الحداد الرسمي ثلاثة ايام، اكد بكايوكو تعزيز الاجراءات الامنية "في المواقع الاستراتيجية والاماكن العامة (...) المدارس والسفارات والمقار الدولية، ومقار السكن الدبلوماسية (...) وكذلك على الحدود".

كما اكد ان "خطة العمل ضد الارهاب" التي وضعت مؤخرا ما زالت على مستوى الانذار الخطير فيما "تتواصل عمليات التمشيط".

وتجيز هذه الخطة التدخل السريع لقوى الامن، بحسب مصدر امني عاجي اشار الى "تمركز مسبق لعناصر متخصصين من اجل التدخل سريعا على مجمل اراضي البلاد".

- هاتف احد المنفذين -

وقال الوزير ان عناصر الشرطة المحلية توجهوا الى موقع الهجوم مع اطلاق الرصاصات الاولى. ورحبت جهات غربية بسرعة تدخل الامن ولا سيما التنسيق بين مختلف الاجهزة، على عكس ما حصل في واغادودو وباماكو.

غير ان الوزير رفض اعطاء مزيد من التفاصيل حول تقدم التحقيق، مشيرا الى ان النيابة العامة تعمل على التعرف الى هويات المهاجمين والضحايا، لافتا الى العثور على هاتف يخص المهاجمين سيتم تحليل بياناته.

وشدد مصدر غربي على اهمية تحديد هويات المهاجمين، موضحا "ان كانوا عاجيين، فذلك يعني وجود بؤرة وهذا امر مقلق. وان كانوا اجانب فهذا يعني ان العملية نظمت في الخارج".

وكانت البلاد لا تزال الاثنين في حال من الصدمة. وهو الهجوم الاول من نوعه في ساحل العاج. وعنونت صحيفة "لو باتريوت" المحلية الاثنين "كلنا غراند بسام"، في حين دعت صحيفة "فراترنيتيه-ماتان" الى "الوحدة قبل كل شيء".

بالرغم من الهجوم، توافد مئات الاشخاص الاثنين الى المنتجع البحري. وقال احد نزلاء الفندق "علينا التعايش مع الامر. اني مصدوم لكنني لم افاجأ لان التهديد الارهابي يضرب في اي مكان يحمل بصمة الغرب".