وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير

أعرب وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، عن قلقه حيال ازدياد حدة النقاش حول قضية استقبال اللاجئين في بلاده، وما صاحبه من "تعديات لفظية عنصرية وتهديدات طالت حتى بعض الساسة"، على حد تعبيره.

وقال دي ميزير، في تصريحات لصحيفة (زود دويتشه تسايتونج) الألمانية الصادرة اليوم، إن "مستوى لغة حوارنا وضراوته وتعاملنا مع بعضنا سببت لي قلقا.. حتى على شبكة الإنترنت في المجموعات المغلقة التي يتبادل فيها الناس آراءهم تأييدا أو اختلافا، فإن هناك من هؤلاء من يعتقدون أنهم يعبرون عن رأي الأغلبية الصامتة عندما يحرضون ضد الأجانب أو يثيرون رجال الصحافة والساسة".

وأضاف الوزير، المنتمي إلى تحالف المستشارة أنجيلا ميركل (المسيحي الديمقراطي)، أنه يمكنه الرد على هؤلاء بالقول: "أنا سعيد بأنني لست كذلك، وفخور بأن ألمانيا بلد منفتح ومتسامح".في سياق متصل، أعرب زيجمار جابريل، وزير الاقتصاد ونائب المستشارة ميركل، وزعيم الحزب الإشتراكي الديمقراطي، عن قلقه حيال هذا التطور، مؤكدا تعرضه للشتائم في مواقع التواصل الاجتماعي وعبر البريد الإلكتروني بعد زيارته لمدينة (هايدناو) التي شهدت أعمال عنف أثناء احتجاجات يمينيين متطرفين على وجود دار للاجئين ووصفه لمرتكبي أحداث الشغب بأنهم (عصابة)".

كما أوضح أن مبعث قلقه "يعود إلى افتراض النازيين الجدد، كما هو الحال في (هايدناو)، أنهم يعبرون عن (المشاعر الشعبية الصحية)، وأنهم في ذلك الأمر لم يعد شئ ينتقص من قدرهم، وهو ما سيجعلهم ينشرون أسوأ شعارات الكراهية بشكل علني، وتنامي قطاع داخل المجتمع (يحتقر السياسة والساسة والأحزاب)".

وقد أعلن متحدث باسم الشرطة الألمانية اليوم، عودة الهدوء إلى مدينة (هايدناو) بعد وقوع احتجاجات معادية للأجانب الليلة الماضية، حيث كان اليمينيون المحتجون قد تجمعوا مساء أمس (الجمعة) قبالة دار الإيواء الطارئة لطالبي اللجوء والمقامة في أحد الأسواق، مؤكدا طرد نحو 180 شخصا من المنتمين للتيار اليميني من محيط الدار، مضيفا أن القرار بحظر التجمع في (هايدناو) سيسري حتى بعد غد الإثنين. 

وشهدت (هايدناو)، المدينة الصغيرة الواقعة قرب مدينة (دريسدن)، يوم السبت الماضي، أعمال عنف لمتطرفين يمينيين ضد مهاجرين تسببت في إلحاق إصابات بعشرات الأفراد من الشرطة.

قنا