بترا - عمان
ثمن رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، دور المغتربين الاردنيين في خدمة وطنهم والمساهمة في نهوضه الاقتصادي، وزيادة استثماراتهم فيه لتمكينه من مواجهة التحديات التي تواجهه بسب ما يجري في المنطقة العربية وخاصة في سوريا والعراق .
واشاد بعمق العلاقات الاردنية الخليجية في مختلف المجالات ، مؤكدا على اهمية تجديد المنحة الخليجية للاردن انطلاقا من العلاقات الاخوية التى بين الاردن ودول الخليج العربي ، ولتمكين الاردن من مواجهة التحديات الاقتصادية التى تواجهه .
جاء ذلك في الكلمة التى القاها مساء يوم امس الثلاثاء ، امام عدد كبير من المغتربين الاردنيين في الامارات العربية المتحدة ، في الاحتفالية التى نظمها مجلس الاعمال الاردني في دبي ، بمناسبة مرور خمسة عشر عاما على تأسيسه ، وحضرها القنصل الاردني في دبي سائد الردايده ، ووزير الاقتصاد في دولة الامارات العربية المتحدة المهندس سلطان المنصوري ، ووكيلة وزارة التنمية والتعاون الدولي في الامارات السيدة نجلاء الكعبي مندوبة عن الوزيرة الشيخة لبنى القاسمي ،اضافة الى عدد من المسؤولين في دولة الامارات ، وممثلين لبعثات دبلوماسية عربية واجنبية .
واكد رئيس مجلس الاعيان في كلمته على عمق العلاقات الاردنية الاماراتية في كافة المجالات ، وقال انها علاقات راسخة في مختلف المجالات، قائمة على الاحترام المتبادل، وحظيت على الدوام باهتمام القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقين، فقد عمل على بنائها المغفور له بأذن الله تعالى، المرحوم جلالة الملك الحسين بن طلال، واخيه المغفور له بأذن الله تعالى، المرحوم سمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان ، وعمق هذه العلاقات وعمل على تعزيزها في كافة المجالات، جلالة الملك عبدالله الثاني، واخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان، فأصبحت علاقاتنا الثنائية، تشكل انموذجا في العمل العربي المشترك.
وحول الاوضاع الراهنة في المنطقة قال رئيس مجلس الاعيان، ان الكل يعلم ان امتنا العربية تعيش حالة استثنائية، تزداد الاوضاع فيها ترديا يوما بعد يوم، في ظل انعدام الرؤية الحقيقية، لكل ما يجري في العديد من ساحاتنا العربية، التي باتت مليئة بالفوضى والقتل والدمار، واصبح تاريخها الثقافي والحضاري والانساني مهددا، وهذا الواقع العربي المرير، لطالما حذر الاردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من الوصول اليه ،وقد زاد من مرارة هذا الواقع ، انتشار العديد من قوى الارهاب والتطرف .
وبين ان هذا الواقع الذي يعصف بأكثر من بلد شقيق، وخاصة في سوريا والعراق، رتب تحديات على الاردن في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، ورغم هذه التحديات، فأنني اؤكد لكم بان الاردن من الناحية السياسية والامنية قويا جدا، قوي بقيادته الهاشمية، ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني، وقويا باجهزته الامنية وقواته المسلحة، ومؤسساته الوطنية، ولن تستطيع قوى الارهاب والتطرف، العبث بأمنه واستقراره .
واضاف الفايز في كلمته خلال الاحتفالية ، ان الاردن و بفضل حكمة جلالة الملك وحنكته السياسية، ووعي ابناء شعبه، استطاع تجاوز ما خلفه الربيع العربي من دمار على امتنا، وانه ورغم ظروف الاردن الاقتصادية، الا انه ما زال المدافع الصلب، عن هموم امته وقضاياها المصيرية، فالقضية الفلسطينية، تمثل اولوية لجلالة الملك عبدالله الثاني.
وقال ان جلالته وعلى مختلف الاصعدة، وفي كافة المحافل الدولية، يدفع بقوة نحو تمكين الشعب الفلسطيني الشقيق، من اقامة دولته المستقلة، على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشريف، والاردن يرفض تدخل اية جهة او دولة بشؤون امتنا، او محاولة العبث بأمنها واستقرارها، وخاصة في دول الخليج العربي .
وقال ان الاردن القوي سياسيا وامنيا، وصاحب الحضور الدولي الكبير، والذي لم يبخل يوما على امته، بالدفاع عن قضاياها وامنها واستقرارها، هذا الاردن الذي نحبه جميعا، اصبح اليوم يواجه تحديات اقتصادية كبيرة، واصبح العديد من مواطنيه يعيشون ظروفا معيشية صعبة، وذلك بسبب الاوضاع المحيطة فيه، فنتيجة الازمة السورية لوحدها، فانه اليوم يستقبل على ارضه، حوالي مليونا ونصف المليون لاجىء سوري، يقدم لهم الرعاية اللازمة، الانسانية والتعليمية والصحية، وغير ذلك من الخدمات ، رغم محدودية موارده والتحديات الاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها .
وقال الفايز ان مختلف التقارير تشير الى ان حجم ما يقدمه الاردن من خدمات للاجئين السوريين، تبلغ قيمته ربع موازنة الدولة، هذه الموازنة التي تعاني بالآصل من عجوزات مالية، وتشير التقارير ايضا، الى ان الاردن وخلال السنوات الثلاثة المقبلة ، يحتاج على الاقل الى ثمانية مليار دينار، لتمكينه من الاستمرار في تقديم الخدمات التي يقدمها حاليا الى اللاجئين السوريين، والمجتمعات المحلية المستضيفة لهم.
واضاف ان هذه المليارات لن يستطيع الاردن توفيرها، لهذا فان المجتمع الدولي مطالب اليوم، بتحمل مسؤولياته الاخلاقية والانسانية، تجاه مساعدة الاردن ودعم موازنته وخزينته، ليستمر في دوره المحوري، كدولة تدعو الى السلام، وتحارب الارهاب والتطرف، ولتمكينه من مواصلة دوره الانساني والقومي في مساعدة اللاجئين السوريين .
وقال الفايز ان المديونية الاردنية وصلت مع نهاية عام 2015، الى حوالي 30 مليار دولار، وهذا الامر زاد من التحديات الاقتصادية التي تواجهنا، وتأتي المديونية في ظل انعدام موارد الاردن الطبيعية، كالغاز والمياه والنفط، والاستمرار ايضا في استقبال اللاجئين .
وبين ان المجتمع الدولي ، لم يعد يقدم للاردن من اجل مساعدته على تقديم الخدمات للاجئين السوريين الا القليل ، وترك وحده يواجه تحدى اللجوء السوري، في الوقت الذي عجزت فيه دول اوروبا الغنية، عن استقبال ربع العدد الذي استقبله الاردن .
وقال رئيس مجلس الاعيان انه ونحن في الاردن نطالب المجتمع الدولي، في دعمنا ومساندتنا، لنتمكن من مواجهة التحديات الاقتصادية، فأننا نثمن عاليا الدعم الذي يقدمه الاشقاء العرب، ودولة الامارات العربية كانت دوما، سندا حقيقيا للاردن، ولم تبخل عليه بمختلف اشكال الدعم، ونثمن وجود استثمارات لها في الاردن، تقدر بحوالي ( 15 ) مليار دولار، كما ان المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، لم يبخلا في تقديم الدعم لنا، فالمنحة الخليجية التي قدمت منذ اعوام، كان لها الاثر الايجابي على اقتصادنا الوطني .
وقال انه وفي هذه الظروف الصعبة التي تواجه الاقتصاد الاردني، فأننا نتطلع الى تجديد هذه المنحة الخليجية ، انطلاقا من روابط الاخوة التي تجمعنا، فالاردن يؤمن بان دول الخليج العربي هي عمقنا الاستراتيجي، والاردن هو العمق الاستراتيجي لدول الخليج، ومن منطلق وحدتنا ومصيرنا المشترك، فأننا ندعو ايضا الى زيادة حجم الاستثمارات الخليجية في بلدنا، وفتح اسواق العمل الخليجية امام العمالة الاردنية، ومنحنا النفط والغاز على الاقل بأسعار تفضيلية، والمساهمة في الصندوق السيادي الاستثماري الاردني، الذي اعلن عنه جلالة الملك ووجه الحكومة الى سرعة وضع قانونا له.
واكد الفايز على ان اي استثمارا خليجي في الاردن، هو استثمار في الامن الوطني الاردني، وبالتالي هو استثمار في الآمن الوطني لدول الخليج العربي، واي أضرارا بأمن دول الخليج واستقرارها، هو أضرار بالآمن الأردني واستقراره .
وحول المغتربين الاردنيين في الخارج قال رئيس مجلس الاعيان في كلمته ، انهم ، لم ينقطعوا يوما عن وطنهم، ولم تزدهم سنوات الاغتراب الا ثقة فيه، واشار الى ان الاردنيين في دولة الامارات كانوا دوما خير سفراء للوطن، والامل بهم كبير ، بان تكون لهم بصمات في تنمية الوطن، والمساهمة في ازدهاره، لتمكينه من مواجهة التحديات الاقتصادية التي تعترضه، من خلال اقامة المشاريع الاقتصادية والتنموية، لدعم توجهات جلالة الملك عبدالله الثاني، الهادفة الى تحسين مستوى معيشة المواطنين وظروفهم الاجتماعية .
وبين الفايز انه وبتوجهات من جلالة الملك، فقد تم مراجعة كافة السياسيات والخطط الاقتصادية في الاردن، وعلى ضوء ذلك تم اطلاق وثيقة الاردن 2025، وهي تمثل خطة شاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، تم فيها تحديد المشاريع ذات الاولوية للتنفيذ خلال الاعوام المقبلة، في مختلف المجالات ، وهذه فرصة كبيرة لرجال الاعمال الاردنيين في الاغتراب، للمساهمة في تنفيذ هذه المشروعات التنموية، التي ستعود بالنفع على الجميع .
وقال " ان المطلوب منكم ومن كافة المغتربين الاردنيين، الوقوف على التحديات التي تواجه الوطن، واستنهاض العلاقات مع المستثمرين ورجال الاعمال العرب والاجانب، بما يعود بالخير والفائدة على الوطن ويخدم مصالحه، ويعزز الاستثمارات العربية والاجنبية فيه، وهذا من شأنه ان يكون له مساهمات ايجابية،في عملية التنمية بمفهومها الشامل، ليعكس بذلك تطلعاتنا جميعا في الداخل والخارج، في رؤية أردن مزدهر، وبما يعزز من دور الأردنيين المغتربين كسفراء لوطنهم ".
واضاف الفايز يقول " انني اؤكد لكم بان الاردنيين في اية بقعة من بقاع العالم، كانوا على الدوام محط رعاية واهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني، فجلالته يؤمن بانكم جزءا اصيلا من جبهتنا الوطنية الداخلية، ولذلك كانت توجيهاته دائما، بضرورة عقد المؤتمرات المتعلقة بالمغتربين الاردنيين، للوقوف على قضاياهم وتطلعاتهم ومطالبهم.
بدورها اكدت وزيرة التنمية والتعاون الدولي الشيخة لبنى القاسمي ان دولة الامارات العربية منفتحة على الجميع والتعاون مع الاردن والاستثمار فيه يأتي في سلم الاولويات لدى دولة الامارات العربية .
وثمنت في الكلمة التى القتها نيابة عنها وكيلة وزارة التنمية والتعاون الدولي السيدة نجلاء الكعبي الدور الذي يقوم فيه مجلس الاعمال الاردني في دبي لزيادة التعاون الاستثماري والاقتصادي بين دولة الامارات والاردن .
بدوره شكر رئيس مجلس الاعمال الاردني في دبي احسان القطاونه رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز على رعاية احتفالية المجلس بمناسبة مرور خمسة عشر عاما على تاسيسه.
وقال القطاونة ان مجلس الاعمال يسعى الى تعزيز الشراكة بين القطاعين الخاصين في كل من الاردن والامارات ، بهدف جذب المزيد من الاستثمارات الاماراتية للاردن ، واستعرض عدد من مجالات الاستثمار المشجعة في الاردن .