ناخبان يقترعان في ساراييفو

فرضت ابرز التنظيمات القومية (مسلمون وصرب وكروات) مرشحيها في الرئاسة الجماعية للبوسنة ما يخولها السيطرة على المؤسسات القومية والمحلية بعد حوالى عشرين عاما من الحرب التي شهدتها هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة.

واثر الانتخابات العامة التي جرت الاحد، فاز مرشح الحزب القومي الاسلامي الى الرئاسة الجماعية بكر عزت بيغوفيتش وكذلك مرشح الاحزاب القومية الكراوتية دراغان كوفيتش بعد فرز تسعين في المئة من اوراق الاقتراع في المكاتب.

ولدى الصرب، ورغم التقارب في النتائج فسيعود المنصب الى القوميين، اما ملادن ايفانيتش الذي يؤيده تحالف من احزاب قومية، او جيلكا جيفانوفيتش مرشحة حزب السلطة القومي.

وقال المحلل السياسي انور كزاز لفرانس برس "في غياب خيار الكفاءة ومشروع سياسي جدي، اختار المواطنون التصويت على شكل من اشكال العودة الى التسعينات" في اشارة الى الاحزاب القومية الحاكمة خلال الحرب.

واضاف ان "هؤلاء القوميين الذين يعتبرون انفسهم معتدلين، لن يذهبوا الى حد خوض الحرب لكنهم لن يترددوا في خوض نزاعات سياسية" تنسف كل أمل في النهوض بالبلاد والتقارب مع الاتحاد الاوروبي.

ودعي حوالى 3,3 ملايين ناخب الى الاختيار، لولاية من اربع سنوات، الاعضاء الثلاثة للرئاسة الجماعية في البوسنة، احد البلدان الاكثر فقرا في اوروبا، وكذلك تجديد نواب البرلمان المركزي في البلاد التي تواجهت فيها الاعراق الاساسية الثلاثة في نزاع دام خلف حوالى مئة الف قتيل من 1992 الى 1995.

وبلغت نسبة المشاركة 54 في المئة من الناخبين.

كذلك صوتوا لاختيار نواب مجلسي الكيانين اللذين يشكلان البوسنة منذ نهاية الحرب اي جمهورية صرب البوسنة  والاتحاد الكرواتي المسلم، في حين اختار سكان جمهورية صرب البوسنة ايضا رئيسهم.

وعرضت اللجنة الانتخابية المركزية النتائج الجزئية للانتخابات التي تظهر تقدم التنظيمات القومية. وستعلن النتائج النهائية في الايام العشرة المقبلة كما اضاف المصدر نفسه.

وفي الكيان الصربي، لوح المرشح اوغنين تاديتش من الحزب القومي "اس دي اس"  بانفصال كيان صرب البوسنة عن دولة البوسنة عندما قال ان "جمهورية صرب البوسنة قبل كل شيء".

ولم يتردد حزب اس دي اس خلال الحملة الانتخابية، في افتتاح مهرجاناته بتكريم رادوفان كارادجيتش الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة خلال الحرب والذي يحاكم امام القضاء الدولي بتهمة الابادة.

وفي ختام هذه الانتخابات التي جرت في اجواء ازمة اقتصادية ونقمة اجتماعية، اكد محللون انه بغض النظر عن الفائزين فانهم سيواجهون صعوبات في اخراج البلاد من الركود الاقتصادي.

وقال المحلل السياسي وحيد سيهتش "لا نتوقع تغييرات كبيرة لانها تقريبا نفس الاحزاب التي من المتوقع ان تشكل المؤسسات الجديدة".

كذلك تواجه البوسنة ازمة اقتصادية خطيرة حيث يعيش 18% في فقر مدقع ويعاني حوالى 44% من اليد العاملة من البطالة وفي شباط/فبراير الماضي هزت البلاد حملة تظاهرات ضد الفقر والفساد لم تشهد مثلها منذ نهاية الحرب.

وكتبت صحيفة دنيفني افاز انه "لا يمكن احد ان يحتفل، على الذين فازوا باكثر عدد من الاصوات (...) ان يشكلوا الحكومة سريعا وان يتكفلوا بالمشاكل العديدة" للبلاد.

وحذرت من انه "اذا لم تقدر تلك الاحزاب خطورة الوضع والرسائل التي وجهها الشعب الى السلطة خلال تظاهرات شباط/فبراير، فان ما سياتي سيكون اعنف من السابق".