القوات الأمنية تنتشر في الجابون في إنتظار نتائج الانتخابات الرئاسية

بعد أيام قليلة تستضيف الصين لأول مرة قمة مجموعة العشرين التى تعد الملتقى السنوى لزعماء العالم من الدول الغنية بالدول الناشئة حيث يقومون خلاله بتحديد مسار الاقتصاد العالمى لأعوام قادمة، وتتجه الأنظار حاليا إلى المدينة التى سينعقد فيها هذا الحدث الكبير وهى مدينة هانغتشو فى مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين، والتى تبدو حاليا فى أحسن زينتها استعدادا لاستقبال ضيوفها من قادة العالم.

والصين لديها باع كبير فى استضافة أحداث هامة على المسرح الدولى ونجاحاتها وقدراتها التنظيمية الهائلة معروفة للجميع حيث تتحدث تجاربها السابقة فى استضافة أولمبياد بكين 2008 ومعرض إكسبو العالمى فى شنغهاى 2010 عن نفسها بكل فخر وإعزاز.

ولم يقع اختيار الصين على هانغتشو لاحتضان هذا الحدث الدولى الجديد على أراضيها يومي 4 و5 سبتمبر المقبل من فراغ، فهانغتشو مدينة ذات تاريخ عريق وتعتبر إحدى عواصم الصين السبع القديمة، كما أنها تلقب بالجنة الصينية حتى أن الرحالة الإيطالى الشهير ماركو بولو، قال فى وصفها منذ قرون طويلة إنها "المدينة الأجمل والأروع فى العالم" بفضل ما حباها الله به من طبيعة ساحرة خلابة هذا علاوة على أنها تعتبر قلعة من قلاع التجارة التكنولوجية فى الصين ، وتعد مركزا للعديد من الشركات العاملة فى الصناعات الصغيرة والمتوسطة وكذا المركز الام لشركة "على بابا" التى تعد من أشهر الشركات على مستوى الصين والعالم فى مجال التجارة الإليكترونية.

وقد بدأت استعدادات هانغتشو لاستضافة القمة مبكرا حيث قامت بعمليات تحديث وتغيير واسعة النطاق تضمنت ليس فقط مظهرها الخارجى ولكن أيضا بنيتها التحتية، فمثلا فى ضاحية واحدة فقط وهى ضاحية سيشينفانغ التى تعد من الأماكن القديمة بالمدينة قامت السلطات منذ نوفمبر 2015 بإزالة العشرات من المبانى المقامة بشكل غير شرعى وكذا القباب والسرادقات المهدمة أو التالفة، كما استثمرت نحو 10 ملايين يوان فى تطوير حوالى 10 آلاف كم مربع من أراضيها.

ومن الممكن تقدير حجم ما تم من عمليات إعادة بناء وتجديد فى أنحاء هانغتشو إذا ما علمنا أن تطوير تلك الضاحية كان مجرد واحد فقط من 651 مشروعا للتطوير فى المدينة شمل مختلف المجالات بدءا من البيئة وحتى الفنادق لإقامة الضيوف والطرق السريعة لتنقلاتهم.

ولم تقتصر الاستعدادات فى هانغتشو على المبانى والبنية التحتية فقط بل امتد كذلك للقوة البشرية فإن المدينة التى يبلغ عدد مواطنيها 7 ملايين نسمة قامت بالاستعانة بخدمات نحو 760 ألف متطوع من الشباب أي ما يمثل واحد من عشرة من عدد السكان ليكونوا فى خدمة الضيوف خلال القمة كما تمت الاستعانة بمواطنى المدينة الأكبر سنا للمساهمة فى تعزيز الأمن حيث وكلت السلطات ليهم إجراء دوريات أمنية بالشوارع للحفاظ على استتباب الأمن والنظام وتم تعليم الكثير منهم بع الجمل البسيطة باللغة الانجليزية حتى يكون لهم أيضا الفرصة للمساهمة من إنجاح القمة.

وكجزء من الاستعدادات للقمة قامت حكومة هانغتشو باتخاذ مجموعة من الإجراءات سواء المتعلقة بالبيئة أو بالأمن فمثلا تم حظر استخدام السيارات الملوثة للبيئة وحظر تحليق الطائرات بدون طيار، كما تم إغلاق المصانع الكبيرة بشكل مؤقت وأيضا سيجرى تعليق العمل بجميع مشروعات البناء فى المدينة خلال الفترة السابقة مباشرة لانعقاد القمة.

وتقول السلطات المحلية إنها أتمت بالفعل وضع اللمسات الأخيرة على 700 مشروع لتجديد الطرق السريعة وشبكات المياه وسيتم إعطاء سكان المدينة عطلة رسمية لمدة أسبوع بدءا من الغد 1 سبتمبر وقد قامت السلطات تشجيعا لهم على الاستمتاع بتلك العطلة بتخصيص نحو 10 مليارات يوان (1.5 مليار دولار) لتنظيم رحلات لهم إلى أشهر المناطق السياحية بداخل الصين.