المهاجرون يغادرون مخيم ايدوميني بالحافلات 24 مايو 2015

 اجلت الشرطة اليونانية الثلاثاء اكثر من الفي مهاجر ولاجىء من مخيم ايدوميني على الحدود المقدونية اليونانية الذي يقيم فيه الالاف واصبح رمزا لاغلاق طريق البلقان امام المتجهين الى اوروبا الشمالية، ونقلت حتى الظهر اكثر من الفين الى مراكز ايواء قريبة.

وشارك حوالى 700 شرطي بدعم من مروحية في هذه العملية التي تهدف على المدى البعيد الى اخلاء كامل لحوالى 8400 شخص كانوا يتكدسون في المخيم في ظروف صعبة غالبا ما نددت بها المنظمات الانسانية.

وبحسب السلطات اليونانية ومنظمات غير حكومية متواجدة في المكان فان العملية التي بدأت فجرا جرت بدون توتر. ومن المتوقع لها ان تستمر اسبوعا.

وفي جنيف اعلنت مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين ايضا ان "الوضع هادىء" مذكرة بمعارضتها استخدام القوة لنقل المهاجرين.

وقال الناطق باسمها ادريان ادواردز "طالما ان نقل اشخاص من ايدوميني يتم بشكل يتوافق مع الاعراف، فليس لدينا دوافع للقلق".

وفي الاجمال تم نقل 2024 شخصا على متن 42 حافلة بحسب الشرطة.

واظهرت المشاهد التي بثها التلفزيون العام اليوناني الذي سمح له فقط بالتصوير، صفوفا طويلة من المهاجرين تنتظر الحافلات ويقوم بعضهم بتوجيه تحية للكاميرا وهم محاطون برجال الشرطة.

وظهرا بدأت اولى الجرافات بازالة منشآت المخيم.

واعلنت الشرطة اليونانية ان الحافلات اتجهت الى مراكز ايواء قرب تيسالونيكي، ثاني كبرى المدن اليونانية في شمال البلاد وقرب ايدوميني. والمراكز هي سبعة مصانع خالية ومخيمان.

وقالت مندوبة "اطباء بلا حدود" فيكي ماركوليفا التي بقيت في المخيم لوكالة فرانس برس "الامور هادئة، الوضع هادىء والعملية منظمة بشكل جيد جدا وتجري بدون توتر".

واضافت ان "الشرطيين ابلغوا الاشخاص المتواجدين بان عملية النقل جارية ويجري بث الرسالة نفسها بالعربية والانكليزية عبر مكبرات الصوت".

- "عملية اقناع"-

لكنها عبرت عن قلقها لان "هؤلاء الاشخاص لم يبلغوا بشكل جيد عن وجهتهم".

وقالت "مشكلتنا الاخرى هي انه سيكون من الصعب ضمان توزيع المواد الغذائية مع وجود عدد قليل من الموظفين الانسانيين الذين تسمح لهم الشرطة بالبقاء في المخيم".

ولم يسمح لوسائل الاعلام باستثناء التلفزيون العام اليوناني ووكالة الانباء اليونانية الرسمية، بالوصول الى المخيم لان الشرطة اغلقت الطريق امامهم على مسافة 3 كلم من المكان بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وبرر كريتسيس ذلك بالقول "في مثل هذا النوع من العمليات في كل انحاء العالم، تتخذ اجراءات" مماثلة.

واعتبارا من الاثنين تم نقل العديد من عناصر الشرطة وبينهم مئة من شرطة مكافحة الشغب الى ايدوميني الذي اصبح ملجأ لالاف اللاجئين والمهاجرين وخصوصا من سوريا والعراق وافغانستان وايران ودول المغرب العربي، بعد اغلاق طريق البلقان امام المهاجرين الراغبين في الوصول الى اوروبا الشمالية.

وتم تعزيز المراقبة على الطرقات القريبة من المخيم فيما ابعدت مجموعات من الواصلين الجدد.

واعلنت الحكومة اليونانية اليسارية منذ اشهر رغبتها في تجنب استخدام القوة قدر الامكان في اطار وقف تدفق المهاجرين واللاجئين الى البلاد.

وقال مصدر حكومي ان العملية تعتمد اسلوب "الاقناع" مؤكدا ان نقل مهاجرين من المخيم تسارع نتيجة لذلك.

وهكذا وافق اكثر من 2500 شخص على الرحيل منذ 15 يوما بحسب ما اوضح مصدر في الشرطة.

وتبعهم في ذلك 800 من المهاجرين الذين كانوا متواجدين في ايدوميني الاحد والاثنين فيما سرت شائعات عن اقتراب عملية الاخلاء بحسب مصدر في الشرطة.

ورحبت المفوضية الاوروبية الاثنين في بروكسل "بكل مبادرة من السلطات اليونانية" لاخلاء المخيم بحسب الناطقة باسمها.

ولكن المنظمات غير الحكومية دعت اثينا الى ضمان ظروف استقبال صحية وكريمة وخصوصا توفير فرصة اتمام اجراءات طلب اللجوء واعادة التوزيع في بلدان اوروبية اخرى.

وانتقدت منظمة اوكسفام في بيان تعامل الاتحاد الاوروبي مع ازمة الهجرة وقالت ان "المهاجرين يعاملون وكانهم حجارة شطرنج. على القادة الاوروبيين ضمان طرق آملة وقانونية لمن يسعون لدخول اوروبا".

وتساءلت لجنة الاغاثة الدولية "الى متى سيبقى كل هؤلاء الناس الهاربين من الحرب والنزاعات في خيام في مخيمات للاجئين في اليونان".

نددت المنظمات الانسانية مرارا بالظروف السيئة في المخيم الذين غمرته الوحول عدة مرات اثر هطول غزير للامطار في المنطقة.

وتعهدت الحكومة اليونانية في الاشهر الماضية باخلاء مخيم ايدوميني على خلفية الغضب المتزايد للمزارعين في المنطقة وتوتر مع مقدونيا المجاورة حول مراقبة المعابر وحوادث متكررة وقعت بين المهاجرين والشرطة.

وبدأ المخيم يكتظ بالمهاجرين عند اغلاق حدود مقدونيا في مطلع اذار/مارس بعد اغلاق "طريق البلقان" الذي كانوا يسلكونه للوصول الى اوروبا الشمالية، فبقي الالاف منهم عالقين فيه.

واثارت تظاهرات متكررة قام بها المهاجرون على خطوط السكك الحديد وادت الى تعطيل الحركة بين اليونان واوروبا الشمالية، احتجاجا ايضا من قبل رجال الاعمال.