أعرب الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، أمس السبت، عن عزمه تشديد سياساته الرامية إلى القضاء على الفساد، وهو ما سيساهم -بحد قوله- في جهود إنعاش النمو الاقتصادي.

وجاءت تصريحات مون، بمناسبة مرور أول عام على اندلاع الاحتجاجات الشعبية بكوريا الجنوبية، التي أدت للإطاحة بسلفه الرئيسة السابقة لكوريا الجنوبية بارك كون هيه.

وقال مون خلال اجتماعه مع رجال الأعمال الكوريين بالخارج: "برغم أن هنالك آراء متباينة حول الكيفية التي تتم بها استئصال الفساد، إلا أن الجميع يتفقون على ضرورة القضاء عليه".

وأوضح مون أن الحكومة الجديدة -التي تستند على قوة الشعب الذي قاد التظاهرات الشعبية على ضوء الشموع- تسعى بقوة للقضاء على مساوئ المجتمع، مضيفا أن جهود حكومته لاستئصال الفساد لا تستهدف أحزابا بعينها أو مناصرين لرؤساء سابقين.

وأضاف قائلا: "تهدف جهود حكومته بشكل خاص للقضاء على مساوئ استغلال النفوذ المستأصلة في البلاد، والتحول لتطبيق سياسات الدولة بشكل نزيه، بما يسهم في تأسيس دولة عادلة جديدة تنبع من أنقاض السياسات القديمة بجمهورية كوريا".

واستطرد قائلا: "أسهم هذا النوع من الممارسات الاجتماعية الضارة في تأخير نمو الاقتصاد من حالة ركوده التي طال أمدها، مضيفا أن الدفع باتجاه القضاء على الفساد سيساعد بدوره في إعادة تأهيل الاقتصاد الوطني ودفعه للنمو.

جاءت هذه التصريحات بمناسبة مرور عام على الاحتجاجات التي نظمها أفراد الشعب الكوري تحت أضواء الشموع، للاحتجاج على حكومة بارك كون هيه، والتي أُطيح بها -في أعقاب الاحتجاجات- من منصبها كرئيسة للبلاد، وحاليا تتم ملاحقتها قضائيا بتهم الفساد واستغلال النفوذ.

وتجمهر نحو 50 ألف كوري جنوبي أمس السبت وسط العاصمة سيئول، لتنظيم "تظاهرة احتفالية"، إحياءً للذكرى السنوية الأولي لاندلاع الاحتجاجات التي أدت للإطاحة بالرئيسة السابقة بارك.

وخلال تظاهرة البارحة، التي أقيمة بميدان "كوانغ هوا مون" الذي شهد احتجاجات العام الماضي المناهضة للسلطة، أقام منظمو الفعالية عروضا موسيقية وبث عروضا مصورة استعرضت جانبا من تلك الاحتجاجات.

وطالب المتظاهرون بضرورة ببذل الجهود الحكومية للإصلاح الاجتماعي والقضاء على الفساد، للاستمرار بروح الاحتجاجات التي أقيمت على أضواء الشموع.

كما نظم بعض المتظاهرين مسيرة على مقربة من القصر الرئاسي الكوري الجنوبي "البيت الأزرق" مطالبين الحكومة بضرورة سحب منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي عالي الإرتفاع "ثاد" من مدنية "سونغ جو" التي تقع جنوب البلاد.

كما طالب المتظاهرون أيضا بإلغاء اتفاقية "نساء المتعة" التي وقعتها حكومة بارك السابقة مع الحكومة اليابانية لتسوية قضية الاسترقاق الجنسي الذي مارسه الجيش الياباني على النساء الكوريات خلال حكم اليابان الاستعماري لشبه الجزيرة الكورية القرن الماضي.

ومن جهتها عبرت تشو مي أيه، زعية الحزب الديمقراطي الحاكم أثناء انضمامها للمشاركة في الفعالية برفقة أعضاء الحزب الآخرين وعمدة مدينة سيئول "بارك وون سون، عبرت عن شكرها وتقديرها للشعب الكوري الجنوبي، الذي ساهم في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي العظيم.

وفي سياق متصل، تجمهر أيضا نحو 10 ألف كوري جنوبي في منطقة "يو إيدو" جنوبي سيئول، للتعبير عن دعمهم لتوجه إدارة الرئيس مون جيه-إن، لفتح تحقيقات حول الفساد مع الرئيس الكوري الأسبق لي ميونغ باك.