القدس المحتلة ـ وكالات
بعد مفاوضات عسيرة تمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو من توقيع اتفاق تحالف يضم حزبه الليكود وحزب البيت اليهودي إضافة إلى حزب "يش عتيد". وسيقدم نتنياهو السبت تشكيلة الحكومة إلى الرئيس الإسرائيلي قبل مصادقة الكنيست عليها.انتهت أزمة الخلافات حول توزيع المناصب التي عطلت تشكيل الحكومة الائتلافية الإسرائيلية الجديدة، ممّا يُمهّد الطريق أمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتقديم حكومته غداً السبت إلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قبل يوم واحد من انتهاء المهلة النهائية المحددة لتشكيل مجلس وزراء وبعد ستة أسابيع من المحادثات المضنية.يأتي ذلك بعد أن وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو الجمعة (15 مارس/ آذار 2013) في اللحظة الأخيرة اتفاق التحالف مع يمين الوسط واليمين القومي الديني القريب من المستوطنين. وقال مكتب نتانياهو في بيان إن "رئيس الوزراء يرحب باتفاقي الائتلاف اللذين وقعهما تحالف ليكود-إسرائيل بيتنا مع يش عتيد والبيت اليهودي". ويضم الائتلاف الجديد أربعة أحزاب وهي تحالف الليكود- بيتنا القومي بزعامة نتنياهو وفصيل البيت اليهودي القومي الديني المؤيد للاستيطان وحزب "يش عتيد" الذي ينتمي لتيار الوسط، بالإضافة إلى أحزاب الحركة. وأوضح نتانياهو أنه سيقدم حكومته إلى الرئيس بيريز مساء السبت مع انتهاء يوم العطلة الأسبوعية لدى اليهود. وانتهت المشكلة بعد اتفاق زعيم حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، وزعيم حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل)، يائير لابيد، على التخلي عن منصب نائب رئيس الوزراء. وسيتولى الاثنان حقائب وزارية مهمة في الحكومة الجديدة، إلا أنهما رفضا أمس الخميس إكمال محادثات تشكيل الحكومة الائتلافية بعد إعلان نتنياهو أنه لن يعينهما نائبين لرئيس الوزراء. ويعتبر تعيين نائب لرئيس الوزراء إجراء شكلي، إذ لا يتضمن هذا المنصب أي سلطات رسمية، كون من يشغل هذا المنصب لا يحل محل رئيس الوزراء تلقائياً عندما يكون في الخارج أو يصبح غير قادر على الاضطلاع بمهام منصبه. وأمام نتنياهو مهلة حتى مساء غد السبت لإبلاغ الرئيس أنه توصل إلى تشكيل الحكومة. وستؤدي الحكومة الجديدة اليمين أمام الكنيست (البرلمان) يوم الاثنين المقبل، قبل يومين فقط من أول زيارة يقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإسرائيل. وبموجب الاتفاق، سيتولى الليكود حقيبتي الدفاع والداخلية على أن يتولى نتنياهو إدارة وزارة الخارجية في انتظار انتهاء محاكمة وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان، حليفه الانتخابي وزعيم حزب إسرائيل بيتنا القومي. وحصل "يش عتيد" على وزارتي المال والتربية، فيما حصل البيت اليهودي على وزارتي التجارة والصناعة والإسكان، التي تشرف على بناء المستوطنات. أما وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، التي كان حزبها الوسطي الجديد "الحركة" أول من وقع اتفاقاً مع نتانياهو في 19 شباط/ فبراير الماضي، فستكون وزيرة العدل وستكلف أيضاً ملف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وبذلك سيضم الائتلاف الحكومي المقبل 68 نائباً من أصل 120. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن لابيد وبينيت تراجعا عن مطلبهما الحصول على لقب نائب رئيس الوزراء، الذي أدى إلى عرقلة الانتهاء من صياغة الاتفاق مساء الخميس. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلاً عن مسؤولين في الليكود أن نتنياهو لا يريد إعطاءهما امتيازات إضافية رغم كونها رمزية يمكن أن تعزز مكانتهما. ويتوقع المحللون ولاية ثالثة شاقة لنتنياهو، الذي يفترض أن يتعامل مع "تحالف يشكل كابوساً له"، بحسب العنوان الرئيسي لصحيفة هآرتس، بعدما اضطر للتخلي عن تحالفه مع الحزبين الدينيين المتشددين شاس واليهودية الموحدة للتوراة من أجل شركاء أكثر شغباً، بحسب الصحيفة.