كشف مسئولون عسكريون بالولايات المتحدة اليوم عن أن عدد حالات الانتحار بين صفوف القوات الأمريكية قد ارتفع بشكل مقلق ووصل إلى معدلات قياسية خلال العام الماضي، حيث أقدم 349 جنديا أمريكيا على إنهاء حياتهم بأنفسهم خلال عام 2012، في المقابل لم يتخط عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا جراء الحرب في افغانستان 229 قتيلا خلال العام ذاته. وذكرت صحيفة /واشنطن بوست/ الامريكية، في تعليق لها نشرته على موقعها الالكتروني، ان هذا العدد المتزايد مقارنة بالأعوام الماضية سلط الضوء على حصيلة عقد كامل من الحروب التي خاضت غمارها الولايات المتحدة وتحمل عبأها قوات المتطوعين، كما أنه يشير إلى أي مدى لا تزال وزارة الدفاع /البنتاغون /تتعامل مع هذه القضية التي وصفها قادة بارزون فيه بـ “الوباء”. وقالت الصحيفة إن البنتاغون عكف على تتبع أسباب إقدام الجنود الامريكيين على الانتحار منذ عام 2001، بينما بدأ الجيش يعرب عن قلقه البالغ إزاء ارتفاع عدد حالات الانتحار داخل صفوفه في عام 2006، وشرع في تنفيذ العديد من المبادرات التي تهدف إلى تشجيع الجنود على مكافحة ومعالجة حالة الاكتئاب التي تصيبهم من أجل مساعدتهم. وتابعت أن عدد حالات الانتحار وصل إلى ذروته في عام 2009 بمعدل 310 حالات، إلا انه ضرب رقما قياسيا جديدا خلال العام الماضي ليصل الى 349 حالة، وفقا للارقام التي كشف عنها مسئولون عسكريون. وأشارت إلى ان وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا كان قد أعرب عن خيبة أمله خلال صيف العام الماضي حين بدأ الجيش يشهد ما يقارب من حالة انتحار يوميا، لافتة إلى أنه رغم ان عدد هذه الحالات بين صفوف الجنود لا يزال أقل بشكل طفيف من مثيله بين صفوف عوام الشعب، إلا أن المسئولين يرون أن مسألة ارتفاع العدد ووصوله إلى هذا الحد أمر لا يمكن قبوله ببساطة ولابد من التحقيق فيه بشكل جدي.