دبي – صوت الإمارات
وضع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، روشتة لتحقيق نمو اقتصادي سريع، والخروج من الأزمة الراهنة التي تجتاح عدة دول عربية.
وقال "بلير"، خلال محاضرة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، برئاسة الدكتور جمال سند السويدي، تحت عنوان "فرص العولمة وتحدياتها" بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين، إن التحدِّي الذي يواجهه العالم اليوم يكمن في عدم تعزيز منهجية الانفتاح، بسبب عدم استعداد بعض القيادات السياسية في الغرب والعالم العربي لقيادة هذا الانفتاح الذهني، وهي مسألة ضرورية لتجاوز أنماط التفكير القديمة، ووضع استراتيجية طويلة الأمد للنهوض ومواجهة التحديات الراهنة.
وخلال المحاضرة التي أقيمت مساء أمس الخميس، تحدث رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، عن الانقسام الحاصل في السياسة الدولية، مشيرا إلى أنه "يسيطر على الساحة تياران مختلفان، أحدهما يسير في أقصى اليسار، بينما يسير الآخر في أقصى اليمين، وهما تياران يكتسحان العالم اليوم، وموجودان بقوة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ويؤثران بقوة على الدول العربية، وبرغم تناقض هذين التيارين، فإن رفضهما العولمة والتجارة الحرة يُعَدُّ عاملًا مشتركًا بينهما، كما يتفقان على رفض الهجرة والمهاجرين، وهي كلها مواقف تُعَدُّ ضد العولمة".
وذكر أن ثمَّة واقعًا جديدًا تعيشه المجتمعات الأوروبية جعل أنصار هذين التيارين ينتشران ويحظيان بتأييد واسع، خاصة في صفوف الطبقة الوسطى التي باتت تشعر بأن مواردها الاقتصادية مهدَّدة، وبالتالي لم تعد تشعر بالأمان على مستقبل أبنائها.
وقال إن طبيعة السياسات الغربية المنفتحة، ومرونتها في التعامل مع الحركات المعارضة لها، جعلتا تيار رافضي العولمة يتمرَّد على الحكومات وضد الوضع الراهن، وهو ما تسبَّب في تشتيت آراء السياسيين الغربيين، وأخرج من بين أيديهم زمام المبادرة أحيانًا؛ خاصة في ظل تنامي وسائل الإعلام الاجتماعي، التي بات من شبه المستحيل التحكُّم فيها، أو توجيه دفتها وفق رغبات الحكومات في الغرب، ونصح بلير بالتعامل الإيجابي مع العولمة، ومحاولة الاستفادة من إيجابياتها لتحقيق النمو الاقتصادي.
وفي سياق حديثه عن مخاطر التطرُّف وانتشار الإرهاب، قال توني بلير إنه يجب علينا جميعًا العمل لمنع انتشار التطرف، من خلال محاربة جذوره وتعقُّب مساره، والقيام بإجراءات أمنية مضاعَفة لمحاربة فكرة الخلافة.
وذكر أنه يتوقع مستقبلًا عظيمًا لدولة الإمارات العربية المتحدة، لكونها تؤمن بالانفتاح الفكري، وهو أمر يحتاج إليه العالم اليوم.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق قوة العلاقات التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، معبِّرًا عن إعجابه بالقيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها.
وعن رؤيته لمستقبل العلاقة مع إيران قال بلير إن السلطة في إيران يحتكرها نظام ديني، يقوم على أيديولوجيا متطرفة، وبالتالي فهو نظام ينشر الفوضى وعدم الاستقرار في محيطه الإقليمي؛ ولذا لا بدَّ من إيجاد موقف موحَّد لكبح جماحه، وإيقاف طموحه النووي.