دعم واشنطن لداعش

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الإرهابيين المدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية يشكلون خطرا على مناطق تخفيف التوتر في سورية.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو اليوم “إذا نظرنا إلى من يمثل أكبر خطر فانهم أتباع للولايات المتحدة وهم إرهابيون أجانب ومسلحون يحاولون الانضمام إلى الجماعات المعارضة التى تدعمها الولايات المتحدة”.

وأشار لافروف إلى “أن روسيا بحثت مع الجانب الأميركي خلال قمة ابيك في فيتنام آلية عمل منطقة تخفيف التوتر جنوب غرب سورية التي شاركت فيها الأردن ولم يجر الحديث حول ما أشيع عن الأهداف حول سورية”.

وردا على سؤال حول بيان صادر عن الخارجية الأمريكية أكد لافروف أن الاتفاقات الروسية الامريكية لم تتطرق إلى موضوع الوجود الروسي والإيراني في سورية مشيرا إلى أن روسيا وايران موجودتان بشكل شرعي في سورية بدعوة من الحكومة السورية للمشاركة فى الحرب على الإرهاب أما “تحالف واشنطن” فوجوده غير شرعي وغير قانوني.

وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب أعلنا في بيان مشترك صدر عنهما على هامش قمة ابيك فى فيتنام أهمية الحفاظ على مناطق تخفيف التوتر في سورية ومناقشة تنفيذ قرار انشاء منطقة تخفيف توتر في المنطقة الجنوبية الغربية من سورية.

من جانب آخر أوضح لافروف أن العمل على عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري يجرى بنجاح وهو في اطار التحضيرات التنظيمية وتحديد قوائم المشاركين الذين سيمثلون طيفا واسعا من السوريين مبينا أن هذا المؤتمر سيحفز المسؤولين الأمميين لتفعيل عملية جنيف بشأن حل الأزمة في سورية.

ولفت لافروف إلى أن الولايات المتحدة تساهلت مع إرهابيي “داعش” أثناء عملية تحرير مدينة الموصل العراقية وفتحت لهم ممرات للخروج باتجاه الأراضي السورية كما أنها اليوم تحاول حماية الإرهابيين المندحرين من مدينة البوكمال وهو ما يفتح باب التساؤلات حول حقيقة الأهداف الأمريكية في سورية.

وأشار لافروف إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أعلن أكثر من مرة أن القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي هو هدف الولايات المتحدة في سورية إلا أن وزير الدفاع جيمس ماتيس قال مؤخرا إن قوات بلاده ستبقى في سورية مضيفا “نريد ونسعى لنزاهة ومصداقية الموقف الأمريكي في سورية”.

إلى ذلك أكدت وزارة الدفاع الروسية أن عملية تحرير مدينة البوكمال كشفت عن أدلة تثبت تقديم “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة دعما مباشرا لتنظيم “داعش” الإرهابي وذلك لتحقيق مصالحها في المنطقة.

وأوضحت الوزارة في بيان لها اليوم نشرته على موقعها الالكتروني أن طيران “التحالف” حاول التشويش على عمل سلاح الجو الروسي في سماء البوكمال  وذلك لتأمين الخروج الآمن لإرهابيي “داعش”.

ونشرت الوزارة اليوم صورا التقطتها طائرات روسية دون طيار في التاسع من الشهر الجاري تظهر أرتالا لارهابيي “داعش” المندحرين من البوكمال طولها عدة كيلومترات باتجاه معبر وادي السبحة على الحدود السورية العراقية.

وأشارت الوزارة إلى أن قيادة القوات الروسية في سورية اقترحت على “التحالف” مرتين إجراء عمليات مشتركة للقضاء على قوافل إرهابيي “داعش” المندحرة في الضفة الشرقية لنهر الفرات أمام تقدم وحدات الجيش العربي السوري إلا أن الأمريكيين “رفضوا بشكل قاطع قصف الدواعش بدعوى أنهم بصدد تسليم أنفسهم وبالتالي تنطبق عليهم أحكام معاهدة جنيف بشأن أسرى الحرب”.

ولفتت الوزارة في بيانها الى أن طائرات تابعة لتحالف واشنطن “دخلت المجال الجوي فوق منطقة تحيط بالبوكمال على بعد 15 كيلومترا لعرقلة عمل الطيران الروسي في انتهاك لاتفاق مسبق بين العسكريين الروس وقيادة التحالف بشأن حظر تحليقات طائرات التحالف في تلك المناطق”.

وبينت الوزارة أن تحركات “التحالف الدولي” تدل على أن العمليات السريعة للقوات السورية في البوكمال “أحبطت مخططا أمريكيا بشأن إقامة سلطات تابعة للولايات المتحدة لإدارة شؤءون المناطق الواقعة شرق الفرات” مشيرة إلى أنه كان من المخطط “أن تتشكل هذه السلطات المزعوم سيطرتها على المدينة من إرهابيي (داعش) المتسترين تحت مجموعات (قسد) التي تم العثور على أعلامها في البوكمال”.

وشددت الوزارة على أن الوقائع تثبت أن الولايات المتحدة “تتظاهر أمام المجتمع الدولي بخوض حرب حاسمة ضد الإرهاب لكنها في الحقيقة تؤمن حماية إرهابيي “داعش” من أجل إعادة قدرتهم على القتال وإعادة تشكيلهم واستخدامهم لتحقيق مصالح أمريكية في الشرق الأوسط”.

وأصبحت العلاقة الوثيقة بين تنظيم داعش الارهابي والولايات المتحدة أمرا واقعا مثبتا ولا يشكل أي حرج لدى واشنطن حيث أكد مصدر عسكري دبلوماسي روسي أكثر من مرة اضافة لشهود عيان من سكان محليين أنه على وقع كل تقدم لوحدات الجيش العربي السوري نحو القضاء على التنظيم التكفيري في أي منطقة تهرع الحوامات الامريكية لاجلاء متزعمين من إرهابيي داعش ومرتزقة أجانب إلى مناطق آمنة بشكل عاجل من أجل استخدامهم في أماكن أخرى مستقبلا.