الشعب التركي طوى صفحة الانقلابات العسكرية

حبس العالم أنفاسه ليلة أمس وهو يراقب ما يجري في تركيا من محاولة انقلابية فاشلة، لم تدم أكثر من خمس ساعات فقط ثم اندحرت، لتنتصر بعدها صناديق الديموقراطية على صناديق البارود ليمثل مساء يوم الخامس عشر من يوليو 2016 علامة فارقة سيكون ما بعده في الداخل التركي -على الأقل- مختلفاً اختلافاً جذريا عما قبله. 

ففي الساعات الاولى من صباح اليوم، أعلن وزير الداخلية التركية، أفكان آلا، أنه تم القضاء على المحاولة الانقلابية وتم تحرير رئيس أركان الجيش "خلوصي أكار" من قبضة الانقلابيين، وانسحاب مجموعات عسكرية مؤيدة للانقلاب من الشوارع ومن المباني الحكومية التي سعت للسيطرة عليها. 

اعلان وزير الداخلية التركي، سبقته خمس ساعات عصيبة عاشتها البلاد وهي تراقب بدهشة ما يجري في العاصمة أنقرة وفي مدينة اسطنبول، ففي مساء يوم أمس وبعد الساعة العاشرة والنصف بالتوقيت المحلي بقليل سمع دوي إطلاق نار في أنقرة، أعقبه انتشار لدبابات الجيش في الشوارع الرئيسية وفوق جسر"البوسفور" واستمرت تحركات الساعة الاولى على ذات الوتيرة ما بين أخبار تشير الى سيطرة الحركة الانقلابية على مفاصل البلاد وما بين أنباء تؤكد انها مجموعة صغيرة جدا من افراد الجيش سيتم السيطرة عليها سريعا. 

تلتها ساعة التوتر والقلق حين قال رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم إن مجموعة صغيرة من داخل الجيش التركي حاولت الإطاحة بالحكومة وتم استدعاء قوات الأمن "للقيام بما يلزم" ، مضيفا أن "الحكومة المنتخبة من الشعب لا تزال في موقع السلطة ولن ترحل إلا حين يقول الشعب ذلك".