أنقرة - صوت الامارات
قال الكاتب والخبير العسكري الأمريكي إدوارد لوتواك،مفسرا فشل محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا أنه "تقول القاعدة رقم (2) في التخطيط لانقلاب عسكري ناجح إن أي قوات متنقلة ليست مشاركة في المخطط- وتتضمن تحديدا أي أسراب من المقاتلات الجوية- يجب أن تُشلّ حركتها أو تبقى بعيدة بحيث لا يمكنها التدخل" .
لكن، وبحسب لوتواك- وهو مؤلف الكتاب الشهير :"الانقلاب العسكري: دليل عملي"- لم ينجح مخططوا الانقلاب التركي في أن تضمن جعل تلك الدبابات والمروحيات والطائرات المقاتلة الموالية للرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، خاملة في مواقعها، ولذلك فبدلا من تعزيز قوتهم مع تطور الأحداث، واجه الانقلابيون مواجهة متزايدة.
وأضاف الخبير الاستراتيجي والأكاديمي والمؤرخ الأمريكي، في تحليله المنشور بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، اليوم السبت، أن ذلك الخطأ من جانب الانقلابيين أحدث فارقا لأنهم كانوا قد انتهكوا بالفعل القاعدة رقم (1)، والتي تنص على ضرورة أسر رئيس الحكومة أو قتله قبل فعل أي شيء آخر.
وتابع أن اردوغان بالتالي "تُرك حرا لمناداة تابعيه بمقاومة محاولة الانقلاب العسكري (الذي وقع مساء أمس)، مرة عبر الهاتف ومرة بشيء يشبه مؤتمرا صحفيا متلفزا في مطار إسطنبول".
ولفت لوتواك، والذي يعمل أيضا مستشارا للحكومة والجيش الأمريكيين ومؤسسات خاصة- إلى تحدّث الرئيس التركي للشعب أسفل صورة للزعيم الراحل مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الدولة العلمانية التركية الحديثة، رغم اختلاف أجندة اردوغان وسياساته المائلة للنزعة الإسلامية عن تلك الخاصة بأتاتورك، في إشارة إلى سعيه لاستمالة مختلف فئات الشعب التركي.
كما أشار إلى أن مخططي الانقلاب لم يكن معهم من قادة الجيش أو لم يأسروا منهم سوى القليل، بينما بقي القادة الأساسيين -باستثناء رئيس الأركان- في الخارج، ولذا لم يكن بوسع الانقلابيين، وعددهم أقل من ألفي شخص حسب ما يرجح الكاتب، أن يواجهوا بمفردهم عشرات الآلاف الذين نزلوا إلى شوارع إسطنبول.
من جانب الآخر، قال لوتواك إن محاولة الانقلاب على اردوغان كانت أمرا لا مفر منه، مبررا ذلك بعوامل عدة أبرزها التورط في دعم إسلاميين "قتلة" في سوريا ليعودوا وينفذوا هجمات إرهابية في تركيا، إضافة إلى غياب الديموقراطية وقمع المعارضة وفساده المالي وسعيه لتغيير الدستور لصالحة والتركيز على "أسلمة" تركيا، على حد تعبيره.
ودعا الكاتب أحزاب المعارضة التي كان جميعها ضد الانقلاب إلى عدم التعويل على امتنان اردوغان لموقفهم الأخير، مرجحا استمرار أو زيادة انحراف الرئيس التركي نحو الحكم المتسلط.