باريس - صوت الامارات
تبدأ الثلاثاء عملية هدم مخيم كاليه المعروف باسم "الادغال" الثلاثاء بعد ان استقلت دفعة ثانية من المهاجرين حافلات في اطار العملية الضخمة لاخلاء المخيم العشوائي شمال فرنسا.
وغادر اكثر من 1900 شخص المخيم الاثنين قبل ان تبدأ عملية هدم المساكن والمطاعم المؤقتة التي اقيمت في المخيم واصبحت رمزا لازمة اللاجئين في اوروبا.
ويتم ايواء نحو 400 قاصر مؤقتا في حاويات شحن في جزء من مخيم "الادغال" حيث تعيش العائلات، بحسب وزير الداخلية برنار كازنوف.
ويقدر عدد اللاجئين في هذا المخيم بما بين ستة آلاف وثمانية آلاف شخص قدم معظمهم من افغانستان والسودان واريتريا. وقد كانوا يعيشون في ظروف مزرية على امل التسلل الى بريطانيا.
وفي وقت مبكر من الثلاثاء كان عشرات القاصرين ينتظرون دورهم في المقابلات مع مسؤولين فرنسيين وبريطانيين.
- "نحن نقوم بعملهم" -
استقبلت بريطانيا نحو 200 مراهق خلال الاسبوع الماضي، الا ان عمليات نقل المهاجرين توقفت الاثنين.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية امبر رود ان لندن تساهم بما يصل الى 36 مليون جنيه استرليني (40 مليون يورو، 44 مليون دولار) في عملية اخلاء المخيم.
الا ان مدير وكالة اللاجئين الفرنسية باسكال بريس انتقد بريطانيا بشدة الثلاثاء. وقال للاذاعة الفرنسية "نحن نقوم بالعمل الذي كان يجب ان يقوموا به"، مكررا الدعوات الى بريطانيا باستقبال القصر من مخيم كاليه.
ووقعت بريطانيا وفرنسا ما يسمى باتفاق "لا توكيه" والذي ينقل الحدود البريطانية الى داخل الاراضي الفرنسية في 2003.
وقال كريستيان سالوم رئيس منظمة "فندق المهاجرين" الخيرية ان عملية نقل المهاجرين "تسير على ما يرام" الا انه اعرب عن خشيته من ان نحو الفي شخص "لا زالوا يرغبون الوصول الى انكلترا. الا ان وزارة الداخلية الفرنسية قالت ان هذا الرقم مبالغ فيه.
واصبح مخيم كاليه، الواقع في ارض بور الى جانب ميناء كاليه على مساحة اربعة كيلومترات، رمزا لفشل اوروبا في حل اسوأ ازمة مهاجرين تواجهها منذ الحرب العالمية الثانية.
وفر اكثر من مليون شخص من الحرب والفقر في الشرق الاوسط واسيا وافريقيا وتدفقوا على اوروبا العام الماضي ما اثار انقسامات بين دول الاتحاد ال28 وادى الى صعود اليمين المتطرف.
وقالت بريس الثلاثاء ان نحو مئة الف شخص سيطلبون اللجوء في فرنسا هذا العام مقابل 80 الف في 2015.
وعلى مدى عشر سنوات يتجمع في كاليه لاجئون يسعون الى التوجه الى بريطانيا اعتقادا بان فرص العمل والاندماج فيها افضل.
وخلال العام الماضي واجهت الشرطة محاولات شبه ليلية من لاجئين للتسلق على شاحنات متوجهة الى بريطانيا.
ويشكل اعادة توزيع المهاجرين امرا يحمل خطورة بالنسبة للرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند قبل ستة اشهر من الانتخابات التي تعتبر مسالة اللاجئين قضية مهمة فيها.
وعارضت بعض المناطق الفنرسية استقبال عدد من طالبي اللجوء.
ففي قرية بورغوني الشرقية لقي نحو عشرين شابا سودانيا استقبالا باردا الاثنين.