واشنطن - صوت الامارات
رغم فوزه، في القامن من نوفمبر / تشرين الثاني الجاري، في انتخابات "المجمع الانتخابي"، التي حسمت منصب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأميركية لصالح رجل الأعمال، ومرشح "الحزب الجمهوري"، دونالد ترامب، إلا أنه يبدو أن حائلاً مازال يحول بينه وبين المقعد الرئاسي، في "المكتب البيضاوي"، في 19 ديسمبر / كانون الأول المقبل"، قبل أدائه اليمين الدستوري، في 20 يناير / كانون الثاني 2017، ليهدده بفقدانه لصالح المرشح الديمقراطية، هيلاري كلينتون.
ووصف موقع "العربية. نت" الأمر، إذا حدث، بـ"المفاجأة من العيار الدولي الثقيل"، حيث ستتمكن "كلينتون" من انتزاع اللقمة من فمه، قبل أن يبلعها، وتصبح هي رئيسة الولايات المتحدة، ويعود "ترامب" مواطنًا عاديًا كما كان، ويستيقظ من حلم الفوز الجميل، على كابوس مفزع.
و"هيلاري" هي الفائزة الحقيقية بالانتخابات الرئاسية، فالفرز النهائي لصناديق الاقتراع أوضح، السبت، أنها حصلت على 47.7% من الأصوات، مقابل 47.1 % لترامب، وبالأرقام انتخبها 60 مليونًا و470 ألفًا من الأميركيين، وهم أكثر، بنصف مليون تقريبًا، ممن انتخبوا "ترامب"، وبهذا اختاروها لمنصب، رفضوا أن يكون من نصيب شخص مفتقر للمؤهلات والخبرات، التي تمكنه من قيادة أمة عظيمة كالولايات المتحدة، لكن الذي حدث هو حالة نادرة، سبقتها 3 حالات في الماضي القديم والحديث، وجعلته رئيسًا، ليصبح "الرئيس المنتخب" خاسرًا للانتخابات.
وأوضح الموقع أن الأزمة تكمن في أن "المجمع الانتخابي"، المكون من 538 مندوبًا، يمثلون 50 ولاية، ويقرّون انتخاب من يحصل على أصوات 270 منهم، أعطى لـ"ترامب" 306 أصوات، ولـ"كلينتون" 232 صوتًا، فكان هو الفائز دستوريًا، وهي الرابحة شعبيًا. ولم تكن تلك هي الحالة الوحيدة من نوعها في تاريخ أميركا، حيث شهدت انتخاباتها ذلك الأمر ثلاثة مرات، آخرها حين فاز جورج بوش، عام 2000، على "آل غور" بأصوات مندوبي المجمع، مع آن "آل غور" حصل على نصف مليون صوت شعبي زيادة عنه، فانتهى الحال به خاسرًا، وهو الرابح الحقيقي، كما حدث مع هيلاري كلينتون.
وتجري انتخابات "المجمع الانتخابي" على أن تتوزع الأصوات على الولايات، طبقًا لعدد سكان كل ولاية، وقوتها الاقتصادية، وهو لا يصوّت مباشرة لأي مرشح، بل تتحول أصوات مندوبيه إلى المرشحين، طبقًا لفوزهم في الولايات، فحين يفوز أحدهم بأصوات سكان ولاية نيويورك مثلًا، تصبح أصوات المجمع الانتخابي الممثلة لنيويورك من نصيبه، حتى لو فاز بفارق صوت شعبي واحد فقط، إلا أن على ممثلي نيويورك في "المجمع الانتخابي" أن يقرّوا هذه الحالة، عبر تصويت آخر، يقومون به شخصيًا، بعد 40 يومًا، وهو تصويت نهائي، يقرّ به المندوبون النتيجة نفسها عادة، كي لا يعاكسون رغبات سكان الولاية التي يمثلونها.
وفي الوقت نفسه، ترتفع حدة الاحتجاجات في الشوارع الأميركية، على فوز "ترامب"، لتحاول حمل المندوبين في "المجمع الانتخابي" على تغيير أصواتهم، التي انتقلت تلقائيًا إلى "ترامب"، من الولايات التي فاز فيها، وعدد مندوبيها أكبر من عدد مندوبي الولايات التي فازت فيها "كلينتون"، لذلك فاز، بالتحول التلقائي لأصوات أولئك المندوبين إليه، لا بتصويتهم له مباشرة، إلا أن عليهم أن يدلوا بأصواتهم شخصيًا، ومباشرة، في 19 كانون الأول، حيث يمكن لبعضهم أن يعاكس رغبة ولايته، ويغير صوته، ليصبح لصالح "كلينتون"، فإذا نقل 38 منهم فقط أصواتهم من "ترامب" إليها، يصبح مجموعها 270 صوتًا، فيما تقل حصة ترمب من 306، حصل عليها تلقائيًا يوم الانتخابات، لتصبح 268 صوتًا، فيصبح "الرئيس المنتخب" خاسرًا للانتخابات.
ولفت موقع "العربية. نت" إلى أن الحملة، الهادفة إلى جمع أربعة ملايين و500 ألف توقيع، جذبت، حتى السبت، ثلاثة ملايين توقيعًاـ، عبر موقع Change.org، على موقع شبكة "Fox News" التليفزيونية الأميركية، وهو من إعدادها، وقالت فيه إن موقعًا آخر، اسمه Faithlessnow.com، يجمع أيضًا توقيعات الراغبين في تحريض الممثلين في "المجمع الانتخابي"، للولايات التي فاز بها "ترامب"
على تغيير أصواتهم، التي حصل عليها تلقائيًا، حين فاز شعبيًا في تلك الولايات، بحيث يتم تغييرها لصالح "كلينتون"، وهي مهمة صعبة، لأن المندوبين لن يسبحوا ضد التيار، ويمنحوا أصواتهم إلى من لم تصوّت له ولاياتهم، كما أنه على كل منهم دفع غرامة، ليست كبيرة، لتعديل صوته، وهي ليست مشكلة، لأن المناصرين لـ"كلينتون" أعلنوا عن رغبتهم بدفعها نيابة عن كل من يغيّر صوته لصالحها.