الاتحاد الاوروبي

دان الاتحاد الاوروبي بشدة الاثنين روسيا لتسببها في "معاناة لا توصف" من خلال حملة القصف على مدينة حلب السورية، مشيرا الى ان الغارات الجوية التي تشنها موسكو ودمشق يمكن اعتبارها "جرائم الحرب". 

وحذر وزراء خارجية الاتحاد في بيان عقب محادثات في لوكسمبورغ من ان الاتحاد قد يفرض عقوبات اضافية على دمشق، الا انه قرر عدم استهدف روسيا بالعقوبات رغم دعوات اميركية وبريطانية لمعاقبة موسكو.

وفي خطوة استبقت الجهود الدبلوماسية، اعلنت موسكو عن وقف لعمليات القصف لمدة ثماني ساعات الخميس، في نفس اليوم الذي من المقرر ان يناقش فيه قادة الاتحاد الاوروبي مسالة روسيا خلال قمة في بروكسل. 

وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الاثنين ان اعلان روسيا عن وقف لاطلاق النار هو "خطوة ايجابية" الا انها قد لا تكون كافية لادخال المساعدات الانسانية الى المدينة المحاصرة. 

وتبنى الوزراء لهجة اقسى اذ اصدروا بيانا يدين موسكو تحديدا لاول مرة بسبب دورها في مساندة نظام الرئيس السوري بشار الاسد في قصف  مناطق شرق حلب. 

وافاد البيان "منذ ان بدأ النظام وحلفاؤه، خصوصا روسيا، الهجوم اصبح من الواضح ان حجم وكثافة القصف الجوي على شرق حلب مفرطة في قوتها".

واضاف البيان ان "الاستهداف المتعمد للمستشفيات والطواقم الطبية والمدارس والبنى التحتية الاساسية اضافة الى استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والاسلحة الكيميائية يشكل تصعيدا كارثيا للنزاع (..) وقد يرقى الى جرائم حرب". 

- لهجة اقوى -

وتعد الاشارة الى جرائم الحرب مهمة لانه في حال متابعتها فقد يتم رفع القضية الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. 

وقالت مصادر دبلوماسية في الاتحاد الاوروبي ان الاشارة الى روسيا بالاسم في البيان يعد امرا مهما، ويشير الى خط اقسى بكثير مقارنة مع بيانات سابقة تشير فقط الى "حلفاء" الاسد ميدانيا. 

واضافت ان مناقشات صعبة جرت للاشارة صراحة الى روسيا نظرا الى معارضة عدد من دول الاتحاد التي تخشى تدهور العلاقات مع روسيا التي يفرض عليها الاتحاد بالفعل عقوبات بسبب الازمة الاوكرانية. 

ومنعت مثل هذه التحفظات فعليا اي مناقشات حول فرض عقوبات محتملة ضد روسيا بسبب سوريا، بحسب المصادر. 

وقبل المحادثات قال وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك ايرولت ان هدفه هو "دراسة جميع الخيارات لممارسة ضغوط اقوى بكثير على نظام الرئيس بشار الاسد وحلفائه". 

وتزامنا مع صدور بيان الاتحاد الاوروبي اعلنت موسكو عن وقف لاطلاق النار في حلب من الساعة 05,00 صباحا حتى الساعة 13,00 بتوقيت غرينيتش الخميس وهو اليوم الذي يفتتح فيه قادة الاتحاد الاوروبي قمة في بروكسل يتصدر جدول اعمالها العلاقات مع روسيا. 

واشار بيان الوزراء الى ان الاتحاد الاوروبي "مقتنع بان الوضع في سوريا يجب احالته الى المحكمة الجنائية الدولية ويجدد دعوته الى مجلس الامن الدولي الى التحرك بهذا الشان". 

- "ضرب من الخيال" -

اكدت موغيريني انه رغم ان الاتحاد الاوروبي لا يلعب دورا عسكريا، الا انه سيبذل كل ما بوسعه لدعم جهود السلام لانهاء النزاع السوري الذي ادى حتى الان الى مقتل نحو 300 الف شخص وتشريد نصف سكان سوريا. 

وقالت ان ذلك يجب ان يتضمن محادثات مع القوى الاقليمية وبينها ايران التي تدعم الاسد، وتركيا التي تعارضه، وجميع الاطراف ذات العلاقة التي يمكن ان تساعد في وضع خطة "لمستقبل سوريا بعد النزاع".

واضافت موغيريني ان القيام بذلك قد يبدو الان "ضربا من الخيال" مع استمرار الحرب، ولكن ذلك سيدعم جهود السلام ويضمن ان يقوم الاتحاد الاوروبي بدور كبير في حل النزاع.

وكانت محادثات "لتبادل الافكار" جرت في مدينة لوزان السويسرية السبت شاركت فيها الاطراف الرئيسية المنخرطة في النزاع السوري. 

ويفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات واسعة ضد سوريا بينها حظر على النفط والسلاح، اضافة الى قيود على اكثر من 200 فرد وكيان في سوريا.