الرئيس الاميركي باراك اوباما يتحدث في واشنطن 14 يونيو 2016

يتوجه باراك اوباما الثلاثاء الى دالاس لمواساة اقارب الشرطيين الخمسة الذين قتلوا برصاص قناص وفي محاولة لتوحيد البلاد التي شهدت اسبوعا من اعمال العنف على خلفية توترات عنصرية.

وسيلقي اوباما الذي ترافقه زوجته ميشال، كلمة في حفل تأبيني يلقي خلاله سلفه جورج بوش كلمة ايضا.

وقال ميكا جونسون (25 عاما) القناص الذي كمن لعناصر الشرطة وقتل خمسة منهم خلال التحقيق معه، انه يريد قتل بيض "خصوصا شرطيين من البيض" انتقاما لمقتل شخصين اسودين الاسبوع الماضي برصاص الشرطة في لويزيانا ومينسوتا. واثار شريطا الفيديو اللذان التقطهما هاويان عن جريمتي القتل ونشرا على مواقع التواصل الاجتماعي، صدمة بين الاميركيين.

وقال المتحدث باسم اوباما جوش ايرنست الاثنين "الرئيس يدرك تماما قلق المواطنين في كافة انحاء البلاد من اعمال العنف التي وقعت الاسبوع الماضي (...) وايضا في السنوات الاخيرة".

ومنذ ايام اخذ النقاش ابعادا عاطفية.

ووجه رئيس بلدية نيويورك الجمهوري السابق رودي جولياني خطابا لاذعا ضد حركة "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود مهمة) التي تدين ممارسات الشرطة ضد السود.

وقال لقناة "سي بي اس"، "عندما تقولون ان +حياة السود مهمة+ انها عبارة عنصرية بامتياز"، منتقدا الناشطين الذين يؤدون "اغاني الراب حول اغتيال شرطيين".

- "برميل بارود" -

واعتبر قائد شرطة فيلادلفيا السابق تشارلز رامسي من جهته ان الولايات المتحدة تحولت الى "برميل بارود".

وقال لقناة "ان بي سي"، "عندما ننظر ببساطة الى كل ما يحدث، واضح اننا وصلنا الى مرحلة حاسمة من تاريخ هذا البلد"، معربا عن الامل في فتح "حوار حقيقي".

وقبل اشهر من مغادرته البيت الابيض، تسري تساؤلات عما اذا كان اوباما سيقدم مقترحات جديدة بعد ان انتقده كثيرون لقلة اهتمامه بالقضايا العنصرية منذ وصوله الى سدة الحكم؟. 

وقال اوباما الجمعة من وارسو حيث كان يشارك في قمة حلف شمال الاطلسي قبل ان يتبلغ نبأ وقوع مجزرة دالاس ان قتل رجلين اسودين برصاص شرطيين يرمز الى "مشكلة خطيرة" في المجتمع الاميركي.

وبعد ان اعرب عن الاسف لان تكون بلاده شهدت "مرارا مثل هذه المآسي"، دعا اول رئيس اميركي اسود الشرطة لتطبيق اصلاحات.

وسيجمع اوباما الاربعاء في البيت الابيض ممثلين عن قوات الامن وناشطين في مجال الحقوق المدنية واساتذة جامعيين ونوابا محليين "لايجاد حلول ملموسة"، وفقا لما ذكرت السلطة التنفيذية، وذلك للتصدي لاجواء الخوف وانعدام الثقة المتفشية في فئات عدة من المجتمع.

وعلى الرغم من اقراره بان المطلوب احراز المزيد من التقدم، اراد اوباما ايضا ان يمرر رؤية اكثر تفاؤلا عن المجتمع الاميركي.

واكد في نهاية الاسبوع "اني مقتنع تماما بان اميركا لا تشهد انقسامات بقدر ما يدعي البعض".

واضاف "هناك مشاعر حزن وغضب وسوء فهم (...) لكن هناك وحدة".

ولاثبات موقفه، سيلتقي اوباما في دالاس رجلا فرض نفسه خلال ايام كشخص يشيع الطمأنينة والامل: قائد شرطة دالاس ديفيد براون، الرجل الاسود الذي يقود احدى اهم وحدات الشرطة في البلاد، والذي بعث خلال الايام الماضية رسالة تخطت حدود ولاية تكساس.

ودعا براون الذي شهد منذ نهاية الثمانينات مقتل شريكه السابق وشقيقه ونجله بالرصاص، الجمعة الى ردم الهوة بين الشرطة والمواطنين واعادة فتح قنوات الحوار.

وقال "لن نسمح لجبان كمن لشرطيين تغيير مبادئنا الديموقراطية. ان مدينتنا وبلادنا تستحقان اكثر من ذلك".