سيول - صوت الامارات
أجرت كوريا الشمالية الخميس تجربة فاشلة على إطلاق صاروخ قوي متوسط المدى قادر على إصابة القاعدة الاميركية في غوام، هي الثانية في أقل من اسبوع، لكن الخبراء يحذرون من إمكان ان يصبح عملانيا اعتبارا من العام المقبل.
وقالت رئاسة اركان الجيش الكوري الجنوبي في بيان ان البيانات التي حللها خبراء عسكريون كوريون جنوبيون واميركيون تشير الى ان الصاروخ وهو من نوع "موسودان" انفجر بعيد اطلاقه قرابة الساعة 6,30 (22,00 ت غ الاربعاء).
وقامت كوريا الشمالية بمحاولتها قبل المناظرة الثالثة بين المرشحين للرئاسة الاميركية، في ما يبدو انه تذكير بالتحدي الذي سيواجهه الرئيس المقبل والمتمثل بالبرنامج النووي الكوري الشمالي الذي يتقدم بخطى سريعة.
وجاءت هذه التجربة بعد لقاء في واشنطن بين وزراء الدفاع والخارجية الاميركيين والكوريين الجنوبيين. واكد وزير الخارجية الاميركي في المناسبة انه في حال استخدمت كوريا الشمالية سلاحا نوويا، فستعرض نفسها "لرد حاسم وساحق".
كما اكد كيري نشر منظومة "ثاد"، الدرع الاميركية المتطورة المضادة للصواريخ، في كوريا الجنوبية من اجل مواجهة التهديدات الكورية الشمالية المتزايدة.
ودان مجلس الامن الاثنين بإجماع أعضائه ال15 بمن فيهم الصين، الحليفة الوحيدة لكوريا الشمالية، التجربة الصاروخية التي اجرتها بيونغ يانغ السبت، معتبرا انها تشكل "انتهاكا خطرا" لقرارات الامم المتحدة التي تمنع النظام الستاليني من القيام باي نشاط نووي او بالستي.
و"موسودان" صاروخ بالستي من إنتاج كوريا الشمالية، وقد كشف عنه النظام الشيوعي للمرة الاولى خلال عرض عسكري في تشرين الاول/اكتوبر 2010.
ويبلغ مدى الصاروخ نظريا ما بين 2500 واربعة آلاف كيلومتر. ويمكنه في اسوأ الحالات ان يصل الى كوريا الجنوبية او اليابان، وفي أفضلها ان يبلغ القاعدة الاميركية في جزيرة غوام في شمال المحيط الهادئ.
- تزايد التجارب -
ونددت واشنطن وطوكيو وسيول التجرية التي تنتهك قرارات الامم المتحدة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون غاري روس ان "التزامنا بالدفاع عن حلفائنا، بما فيها جمهورية كوريا واليابان، في مواجهة هذه التهديدات، ثابت".
وقال الجيش الكوري الجنوبي في بيان "يدين جيشنا بقوة الاعمال الاستفزازية المتواصلة من جانب كوريا الشمالية وهو على أتم استعداد للتصدي لاي استفزازات جديدة".
وأجرت بيونغ يانغ ثماني تجارب على صاروخ "موسودان" هذه السنة لم تنجح سوى واحدة منها. وفي حزيران/يونيو، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا من هذا النوع قطع 400 كيلومتر قبل ان يسقط في بحر اليابان (البحر الشرقي).
واكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون حينذاك ان هذه التجربة تشكل دليلا على قدرات بيونغ يانغ على ضرب القواعد العسكرية الاميركية في "ساحة العمليات في المحيط الهادئ".
وعلى الرغم من إخفاق التجارب، يرى خبراء ان برنامج "موسودان" يتقدم بسرعة كبيرة.
وكتب المهندس في الصناعات الجوية والفضائية جون شيلينغ على موقع "38 نورث" التابع للمعهد الاميركي الكوري في جامعة جون هوبكينز "اذا واصلوا العمل بهذه الوتيرة، يمكن ان يوضع الصاروخ المتوسط المدى موسودان في الخدمة في وقت ما العام المقبل، اي في وقت اقرب مما كنا نتوقع".
واضاف ان تزايد التجارب يعرض كوريا الشمالية للفشل لكنه يسمح لها في الوقت نفسه بجمع المعلومات.
وتحظر قرارات الامم المتحدة على كوريا الشمالية تطوير اي برنامج بالستي او نووي. وأطلقت بيونغ يانغ هذا الصاروخ فيما يناقش مجلس الامن فرض عقوبات جديدة عليها في أعقاب تجربتها النووية الخامسة التي أجرتها في ايلول/سبتمبر.
وتخضع كوريا الشمالية لمجموعة من العقوبات الدولية منذ تجربتها النووية الاولى في 2006. وفي آذار/مارس الماضي، شددت الامم المتحدة هذه العقوبات. لكن ذلك لم يمنع زعيمها كيم جونغ-اون من اصدار اوامر بمتابعة برامجها النووية.
ويعتبر الخبراء العسكريون الاميركيون ان تجارب ناجحة لصواريخ موسودان يمكن ان تساعد كوريا الشمالية على صنع صاروخ عابر للقارات قادر على نقل رأس نووية الى القارة الاميركية بحلول 2020.