المتحدث باسم المارضة خيسوس توريالبا (يسار) الى جانب احد مفاوضي معسكري كارلوس اوكاريز

تعهدت الحكومة الاشتراكية والمعارضة اليمينية في فنزويلا السبت إيجاد حل سلمي للأزمة السياسية والاقتصادية العميقة التي تشهدها البلاد عبر "عملية سلمية وانتخابية" وعقد جولة جديدة من المفاوضات في السادس من كانون الاول/ديسمبر.

وقال  بيان مشترك صادر عن طرفي المفاوضات "نتعهد رسميا ايجاد حل لخلافاتنا السياسية في اطار دستوري حصرا (من خلال) آلية سلمية وديموقراطية وانتخابية".

وتلا البيان ممثلان عن الجانبين بعد يومين من المفاوضات التي جرت في فندق في كراكاس برعاية الفاتيكان.

وفي تصريح لاذاعة "ريبيلدي" الارجنتينية، قال الرئيس نيكولاس مادورو انه "يعول على نجاح هذا الحوار"، معبرا عن ارتياحه "لان المعارضة جاءت اخيرا الى طاولة المفاوضات".

وقال مادورو "هناك نموذجان، نموذج ثوري استقلالي ونموذج آخر هو القوى السياسية للنخبة، وهذا النموذج كان ماضي بلدنا". وتابع "لكنني اعترف بالمعارضة الفنزويلية واعول على نجاح هذا الحوار".

واكد بيان نشر لاحقا وتلاه كارلوس أوكاريز وهو أحد المفاوضين عن ائتلاف "طاولة الوحدة الديموقراطية" الذي يضم جزءا كبيرا من المعارضة، ان الائتلاف سيعمل "للتوصل الى ما هو أهم: انتخابات وطنية واستفتاء" ضد الرئيس مادورو.

- العيش بسلام معا -

لكن البيان المشترك الذي يحمل عنوان "العيش معا بسلام" لم يأت على ذكر اي من هاتين النقطتين.

وتطالب المعارضة التي تستفيد من الاستياء الشعبي في هذا البلد النفطي الذي يشهد ازمة اقتصادية بسبب انهيار اسعار النفط، باستفتاء لاقالة مادورو قبل نهاية 2016 او اجراء انتخابات مبكرة في الربع الاول من 2017.

لكن السلطات الانتخابية جمدت الاستفتاء، ورئيس الدولة يؤكد انه سيبقى في منصبه حتى انتهاء ولايته الرئاسية في كانون الثاني/يناير 2019. وكرر الخميس الماضي "لست مهووسا بفكرة اجراء انتخابات غدا، الشعب سيقرر ذلك في 2018".

وتعليق هذه الاجراءات ادى الى زيادة التوتر السياسي في البلاد وتبادل اتهامات بين الجانبين.

- نقص ادوية -

وكرر 15 حزبا سياسيا معارضا رفض المشاركة في هذه المفاوضات مع الحكومة، في رسالة الكترونية للفاتيكان السبت ان "الشروط لم تجتمع بعد" لاجراء محادثات حقيقية.

وطالبت هذه الاحزاب في الرسالة الالكترونية "بتنظيم استفتاء لاقصاء الرئيس قبل نهاية 2016"، مؤكدة انه "بديل سلمي وديموقراطي وانتخابي ودستوري".

وبانتظار حل محتمل عبر صناديق الاقتراع، اكدت الحكومة والمعارضة المشاركة في المفاوضات السبت انهما ملتزمتان "اقامة علاقة سياسية محترمة". وقال الجانبان في البيان "نعبر عن التزامنا الثابت حيال تعايش سلمي ومحترم وبناء لانه لا سياسة ولا تعايش في العنف".

وتعهد الطرفان ايضا "القيام بتعبئة وطنية واسعة من اجل الوفاق والاعتراف المتبادل والسلام".

وبانتظار الجولة الجديدة في السادس من كانون الاول/ديسمبر، سيواصل مفاوضو الطرفين العمل  برعاية الفاتيكان واتحاد دول اميركا الجنوبية (اوناسور) الذي يرئسه الرئيس الكولومبي ارنسوت سامبير، في اطار اجتماعات تخصص لقضايا محددة.

وبعد هذين اليومين من المفاوضات، دعا المونسنيور كلاوديو ماريا سيلي ممثل البابا فرنسيس الى اتخاذ اجراءات على الصعيد الاقتصادي "في الامد القريب لضمان توفير الادوية والغذاء" التي تفيد ارقام رسمية ان النقص فيها في السوق يبلغ 80 بالمئة.

وتتهم المعارضة الرئيس الوريث السياسي لهوغو تشافيز، باغراق هذا البلد المنتج للنفط في ازمة اقتصادية خطيرة لانه لم يتوقع تراجع اسعار النفط ولم يتحرك في الوقت المناسب. ويفترض ان يبلغ التضخم 475 بالمئة هذه السنة حسب صندوق النقد الدولي، ثم 1660 بالمئة في 2017.