أبوظبي ـ صوت الإمارات
قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدات على «تويتر»، إن النكبة المستمرة التي تتعرض لها أقلية الروهينجا في ميانمار، وما تعيشه هذه الأقلية من معاناة إنسانية، «أمر غير مقبول»، واستخدام سلطات بورما سابقاً للقوة، سيسفر فقط عن تفاقم الوضع المتأزم.. الحل السياسي لهذه المأساة الإنسانية المتصاعدة منذ زمن بعيد في ميانمار، ممكن والنزعة العنصرية، وعدم التسامح والقبول بالآخر، إضافة إلى اللجوء للعنف، لا تشكل حلاً لهذه الأزمة.
واصل جيش ميانمار حملته ضد مسلمي الروهينجا في ولاية راكين في شمال غرب البلاد. وحث الجيش المسلمين على التعاون في البحث عن «المتمردين» الذين أعلنوا عزمهم الدفاع عن أقليتهم المضطهدة في وجه حملة عنيفة لتهجيرهم من ديارهم. وأدت هجمات مقاتلي الروهينجا المنسقة على نقاط أمنية إلى حملة عسكرية أشعلت واحدة من أعنف موجات العنف التي واجهتها أقلية الروهينجا خلال عقود.
وقالت فيفيان تان، المتحدثة الإقليمية باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، إن وكالات الإغاثة تقدر عدد الروهينجا الفارين إلى بنجلاديش المجاورة بنحو 73 ألف شخص منذ اندلاع العنف في الأسبوع الماضي.
وسار مئات اللاجئين أمس عبر حقول الأرز من نهر ناف الذي يفصل بين البلدين إلى بنجلاديش وهم يستهلكون الموارد الشحيحة التي قدمتها جماعات إغاثة ومجتمعات محلية تساعد عشرات الآلاف بالفعل.
وأسفرت الاشتباكات والهجوم المضاد الذي نفذه الجيش عن مقتل نحو 400 شخص خلال الأيام السبعة الماضية.
وتمثل معاملة الأغلبية البوذية في ميانمار للروهينجا المسلمين الذين يبلغ عددهم 1.1 مليون شخص، التحدي الأكبر الذي يواجه الزعيمة أونج سان سو كي التي يتهمها منتقدون غربيون بعدم الحديث علناً عن الأقلية التي عانت منذ وقت طويل الاضطهاد.
وقال الجيش على «فيسبوك» أمس، إن متمردي الروهينجا أشعلوا النيران في أديرة وصور بوذا ومدارس ومنازل. وقال الجيش، إن أكثر من 200 مبنى، منها منازل ومتاجر، دمرت في قرى عدة. لكن أفراداً من الروهينجا الذين فروا إلى بنجلاديش ومراقبين لحقوق الإنسان، أكدوا أن الجيش يشن حملة تخريب وقتل بهدف إجبار الأقلية المسلمة على الخروج من البلاد.
وفي حساب على «تويتر»، يعتقد أنه مرتبط بجيش إنقاذ الروهينجا في أراكان، اتهمت الجماعة جيش ميانمار «بنشر الإرهاب والدمار بين السكان الروهينجا العرقيين». وقالت الحكومة، إنه تم إجلاء أكثر من 11700 من «السكان العرقيين» من شمال راخين، في إشارة إلى غير مسلمين.
إلقاء قنبلة حارقة على سفارة ميانمار في جاكرتا
أعلنت الشرطة الإندونيسية أن سفارة ميانمار في جاكرتا استهدفت بقنبلة حارقة صباح أمس وسط تفاقم الغضب في الأرخبيل ذي الغالبية المسلمة بإزاء العنف الذي تتعرض له أقلية روهينجا المسلمة في ميانمار. ولم يسفر الهجوم عن إصابات، بحسب المتحدث باسم شرطة جاكرتا ارجو يوونو الذي أفاد أن حارسا شاهد النيران مشتعلة على شرفة خلفية في الطبقة الثانية للسفارة، وأبلغ الشرطة التي تؤمن حراسة المبنى. وقال المتحدث: «ما زلنا نحاول القبض على المنفذ».
ويتصاعد قلق الإندونيسيين من سوء المعاملة الذي تتعرض له أقلية الروهينجا المسلمة المحرومة. وتظاهر العشرات أمس الأول أمام السفارة الميانمارية في جاكرتا للمطالبة بإنهاء الأزمة، وطالبوا لجنة جوائز نوبل بسحب نوبل السلام التي منحتها لرئيسة الوزراء الميانمارية اونغ سان سو تشي في 1991. كما تظاهرت مجموعات عدة في الأحياء البوذية في جاكرتا أمس.
وفي موسكو، تجمع مئات الأشخاص من المسلمين الروس أمام وبالقرب من مبنى سفارة «ميانمار» وسط العاصمة الروسية موسكو للتنديد بأعمال العنف بحق المسلمين الروهينجا. ومازالت الشرطة الروسية تطوق المنطقة المحيطة بالسفارة للمحافظة على الأمن وعدم خرق القانون. ودعت وزارة الخارجية الروسية لإنهاء العنف ضد أقلية الروهينجا وتبني سياسة الحوار. وقالت الوزارة في بيان «إننا نراقب من كثب الوضع، ونطالب الأطراف المعنية بإقامة حوار بناء في اقرب وقت ممكن من اجل تطبيع الوضع.. ونشعر بالقلق إزاء استمرار القتال والعنف الذي أدى إلى وقوع خسائر كبيرة بين صفوف المدنيين».