باريس ـ صوت الإمارات
اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن العقوبات التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها على الشركات الأجنبية العاملة في إيران "غير مقبولة". كما واعتبر أن الوضع أصبح "في منتهى الخطورة" في الشرق الأوسط من جراء التداخل بين "المسألتين السورية والإيرانية" خصوصا بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق فيينا المتعلق ببرنامج إيران النووي.
واستنكر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في مقابلة نشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة "لوباريزيان"، العقوبات التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها على الشركات الأجنبية العاملة في إيران معتبرا أنها "غير مقبولة"، ومشددا على أنه يجب التفاوض في شأنها مع الأوروبيين. وأضاف لودريان "نقول للأميركيين إن التدابير العقابية التي سيتخذونها تخصهم".
وتابع "الأوروبيون ليسوا مضطرين لدفع ثمن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية، التي ساهموا هم أنفسهم بها"، في إشارة إلى الاتفاق النووي مع إيران. وشدد لودريان على ضرورة أن يضع الأوروبيون "الإجراءات اللازمة لحماية مصالح شركاتنا، وبدء مفاوضات مع واشنطن في شأن هذا الموضوع".
وأعلن مسؤول في الرئاسة الفرنسية، أن المسؤولين الأوروبيين سيبذلون "كل جهد" ممكن لحماية مصالح شركاتهم العاملة في إيران عقب قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات على طهران. وهددت واشنطن بفرض عقوبات على الشركات الأجنبية المتعاونة مع إيران وامهلتها 180 يوما للالتزام.
وقال دبلوماسيون فرنسيون إن قرار ترامب الذي أعلنه في خطاب الثلاثاء جاء رغم جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لثنيه عنه. واعتبر لو دريان أن الوضع أصبح "خطيرا جدا" في الشرق الأوسط من جراء التداخل بين "المسألتين السورية والإيرانية".
وقال لودريان في حديث لتلفزيون "بي إف إم"، "إنه وضع في منتهى الخطورة"، مشيرًا إلى أن الوضع "في المنطقة كان مزعزعا للغاية مع الحرب في سورية، وقد أدى إعلان انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق فيينا (المتعلق ببرنامج إيران النووي) إلى تأجيج زعزعة الاستقرار".
وبعد يومين من إعلان انسحاب واشنطن من هذا الاتفاق، اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إيران بـ"تجاوز خط أحمر" بإطلاقها ليل الأربعاء الخميس صواريخ على مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان، ما دفع إسرائيل إلى الرد بقصف عشرات الأهداف الإيرانية في سورية.
وتابع لودريان "ما كان يخشى حدوثه، بدأ يتحقق. المسألة السورية والمسألة الإيرانية بدأتا تتداخلان ما يؤدي إلى وضع شديد التوتر". وأسفرت الضربات الإسرائيلية على مناطق عدة في سورية عن مقتل 23 عنصرا على الأقل، هم خمسة من قوات النظام السوري و18 عنصرا من القوات الموالية له، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.
وأدان البيت الأبيض في بيان "الهجمات الاستفزازية بالصواريخ التي قام بها النظام الإيراني من سورية"، مضيفا "ندعم بقوة حق إسرائيل في التحرك للدفاع عن نفسها". ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلا من إسرائيل وإيران إلى "نزع فتيل التصعيد"، في حين طلبت وزارة الخارجية الفرنسية من طهران "الامتناع عن أي استفزاز عسكري وحذرتها من أي محاولة للهيمنة الإقليمية".