دبي صوت الامارات
بعد انتصار الثورة الإيرانية عام 1979 ورفع شعار تصديرها لدول الجوار والعالم، عملت طهران على التخطيط لجمع المعلومات وتحديد نشاط المعارضين في الخارج بهدف تنفيذ عمليات اغتيالهم، للحيلولة دون كشفها وعرقلة مشاريعها التوسعية.
وبعد الحرب الإيرانية العراقية تم تأسيس "فيلق القدس" لتنفيذ المهمات الإرهابية الخارجية بقيادة قاسم سليماني الموظف في وزارة المياه الإيرانية سابقا والقائد في الحرس الثوري لاحقا.
عام 2011 تم الإعلان عن تأسيس "وحدة 400" التابعة لفيلق القدس لتكون مركز تنسيق العمليات الخارجية وهي ما يقال عنها بأنها متورطة في عملية اغتيال الدبلوماسي السعودي في كراتشي بباكستان عام 2011. كما تم القبض فيما بعد على خلية تضم إيرانيين اثنين في كينيا بإفريقيا، كانت تخطط لعميات إرهابية ضد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا. وأثبتت تحقيقات الشرطة الكينية ارتباط الإيرانيين الاثنين بـ"وحدة 400 ".
وعن "وحدة 400" يقول موقع iranian terror الذي يديره ضباط في الحرس الثوري سابقا ومختص بالأخبار العسكرية الإيرانية، إن الوحدة تأسست في فيلق القدس لتنفيذ مهمات إرهابية خاصة خارج البلاد وتضم قوات ذا خبرة لديها تاريخ في الأنشطة الاستخبارية والتنفيذية.
ربما يكون الاسم الأبرز في هذه "الوحدة 400" هو العقيد حامد عبداللهيان قائد الوحدة. وعن عبداللهيان فإنه كان قائد الحرس الثوري الإيراني في إقليم بلوشستان ذات الأغلبية السنية. كما كان مساعدا لقاسم سليماني حين كان قائد فيلق ثار الله بإقليم كرمان. عام 1997 عندما عيّن المرشد علي خامنئي مهمة قيادة فيلق القدس لسليماني، أصبح عبداللهيان رئيسا لإدارة الاستخبارات في الفيلق.
يقول موقع صحيفة كيهان اللندنية في تقرير له نقلا عن مصادره في داخل إيران، إن جزءا كبيرا من قوات هذه الوحدة، لا تقوم بأي مهمة عسكرية وتخريبية مباشرة بل تسعى لمعرفة الأفراد المستعدين في البلد المضيف لتنفيذ المهمات الإرهابية المحولة بعد إغرائهم بالمال حتى لا تترك أي بصمة لإيران في حال كشفها.
من الخصائص الرئيسية لوحدة 400 التابعة لفيلق القدس هي إعطاء التسهيلات والمزايا المغرية لأعضائها بما في ذلك مهمات السفر للخارج وتوفير المنازل الفخمة حيث تخلق بيئة تنافسية بين قوات الحرس الثوري للانضمام لها.
في كثير من الأحيان تبعث "وحدة 400" مجموعات ليس بالضرورة أن تكون عسكرية، تحت مسميات وفد اقتصادي أو علمي أو صناعي إلى خارج إيران، الهدف الرئيسي هو جمع معلومات استخباراتية لمواقع معينة بغية تنفيذ عمليات إرهابية في المستقبل.
وكان العقيد سالار آبنوش، مساعد المنسق العام في مقر "خاتم الأنبياء" العسكري التابع للحرس الثوري في إيران قام بتأسيس حرس ثوري جديد في قارتي أوروبا وأميركا دفاعا عن ما سماه "الولاية".
وقال آبنوش إن "فدائيي الولاية هم دائما تحت أمر الولاية (المرشد خامنئي) وإنهم لا يعترفون بالحدود من أجل الحفاظ عليها"، التصريح الذي عبّر عنه معارضون إيرانيون في الخارج بأنه يشير إلى تهديد للبدء في عمليات اغتيال جديدة خارج إيران.