الأمم المتحدة تفشل في حل أزمة تدفق اللاجئين إلي أوروبا

فشلت الأمم المتحدة على مدى الأشهر الماضية في وضع خطة حل شاملة لمشكلة تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وكان أخر سلسلة الفشل هي خطة أطلقتها الأمم المتحدة الشهر الماضي، لمناقشة الأزمة خلال اجتماع القادة الدوليين في سبتمبر المقبل في مدينة نيويورك الأمريكية.

ويعد الاجتماع فرصة لإعادة الضوء إلى مشكلة اللاجئين العالمية، خصوصا مع زيادة العبء على المجتمعات المحلية، التي تتعامل بسخاء مع الاجئين، وبهدف إبداع أليات لرعاية اللاجئين الأكثر عوزا، حسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

ويضع نص بيان الاجتماع القادم الأهداف الصحيحة التي يتمناها الجميع، لكنه لا يتعدى التعميم إلى التفاصيل، إذ يحتوي على جمل مثل "نلتزم بتقاسم أكثر عدالة لمسئوليات استضافة ودعم اللاجئين على مستوى العالم".

والسبب في ذلك أن القوى العالمية لم تحقق الاتفاق حول الاقتراحات المرتبطة بإعادة توطين الملايين من الاجئين، الذين يعيشون في مخيمات، أو الذين لا يزالون يقطعون رحلة اللجوء بحثا عن الأمان.

وبلغت أعداد اللاجئين خلال العام الماضي19.6 مليون ،بينما وصل المهاجرون حول العالم 243 مليونا، مقابل 15.9 مليون لاجئ، و172.7 مليون مهاجر عام 2000، حسب احصائيات الأمم المتحدة، ويعرف اللاجئ كهارب من الحروب أو الاضطهاد، بينما يعرف المهاجر كباحث عن مستوا أفضل للمعيشة. 

واليوم تدفع الصراعات السياسية عمليات الهجرة الجماعية، بينما يتوقع أن يهاجر البشر في المستقبل لأسباب أخرى، مثل التغير المناخي، والفساد، والديكتاورية.

ويحتاج التعامل مع مثل هذه مسببات الهجرة عقودا طويلة، لكن المهاجرين لا يمكنهم الانتظار، ويحتاجون مأوى على الفور.

وقد فشلت جهود لإعادة توطين 10% من اللاجئين قبيل قمة الأمم المتحدة، بسبب امتناع أوروبا وروسيا، بينما رفضت الولايات المتحدة عرضا بوقف اعتقال صغار السن الذين يعبرون الحدود دون تصريح.

ويرجع عدم القدرة على تبني حلول ملزمة، إلى كره الأجانب من المهاجرين واللاجئين وخاصة المسلمين، وهي التي جعلت إعادة توطين أعداد كبيرة من الأجانب مسؤولية سياسية.

وقد ساد كره الأجانب الانتخابات الأمريكية، حيث وصف المرشح الجمهوري دونالد ترامب المسلمين بالخطرين، كما قال إن الحدود الجنوبية للولايات المتحدة غير محكومة.

ولا توجد طريقة سهلة لحل كل هذه المشكلات، إلا أنه يمكن البداية من خلال إيضاح التأثير الإيجابي لعمليات الهجرة على مدى التاريخ، كما يتعين على قادة الدول التي تعاني نقصا متزايدا في أعداد السكان وزيادة في أعداد المسنين النظر إلى الأزمة كفرصة لمساعدة الأخرين وأنفسهم أيضا.