صرب البوسنة

وافق صرب البوسنة أمس الأحد، بأغلبية ساحقة على استمرار عطلة عامة متنازع عليها في استفتاء أجري رغم إعلان المحكمة العليا في هذا البلد المنقسم عرقيا عدم شرعية تلك العطلة.
وقال منظمو الاستفتاء إنه بعد فرز 71 في المئة من الأصوات صوت 99.8 في المئة من الناخبين لصالح اعتبار التاسع من يناير كانون الثاني عطلة بمناسبة "يوم تأسيس الدولة" في حين أن نسبة الإقبال قاربت 60 في المئة ممن يحق لهم التصويت.
وقال زعيم صرب البوسنة ميلوراد دودوك -المتهم بأنه سعى للاستفتاء ليمهد الطريق للتصويت على الانفصال- إن تصويت أمس الأحد سيكتب في التاريخ على أنه "يوم تقرير المصير الصربي."

وأضاف في بلدة بالي القريبة من سراييفو "إنني فخور بشعب جمهورية صرب البوسنة وبكل من خرج وأدلى بصوته."
والاستفتاء بشأن العطلة في الجزء الخاص بصرب البوسنة في جمهورية البوسنة هو الأول منذ استفتاء عام 1992 على الانفصال عن جمهورية يوغوسلافيا في ذلك الوقت والذي أشعل حربا عرقية استمرت ثلاث سنوات قُتل خلالها 100 ألف شخص.
وقضت المحكمة الدستورية التي مقرها سراييفو بعدم شرعية هذه العطلة لأنها تتزامن مع عطلة للصرب الأرثوذكس ومن ثم فإنها تمثل تمييزا ضد المسلمين والكروات الكاثوليك الذين يعيشون في جمهورية صرب البوسنة. وحظرت المحكمة الاستفتاء أيضا.
ويوافق التاسع من يناير كانون الثاني موعد إعلان صرب البوسنة استقلالهم عن البوسنة مما عجل بالحرب المدمرة في البلاد والتي شابتها جرائم قتل جماعية واضطهاد للمسلمين والكروات في تلك المنطقة التي قرر صرب البوسنة أن تكون قاصرة عليهم فقط.

وكانت هذه الحرب أدمى صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت الشرطة إنه لم تقع أي حوادث خلال عملية التصويت.
وكانت حكومة المنطقة قد قالت إنها ستمتثل لحكم المحكمة بشأن "يوم تأسيس الدولة" وستدخل تعديلات على قانون العطلات لضمان ألا ينطوي على تمييز لكن فقط بعد إجراء الاستفتاء.
وحذر دبلوماسيون غربيون من أن الاستفتاء ينتهك اتفاقيات دايتون للسلام الموقعة عام 1995 التي أنهت الحرب البوسنية.
وزاد الحديث عن حرب جديدة من التوترات العرقية لكن زعماء الصرب والبوسنة رفضوا مثل هذا الخطاب.
وقال الرئيس البوسني للمجلس الرئاسي بكير عزت بيجوفيتش "لن تكون هناك أي حرب. لن يدمر أحد جمهورية صرب البوسنة."

لكن عزت بيجوفيتش أعرب عن اعتقاده بأن منظمي هذا التصويت غير القانوني سيخضعون للمحاكمة. وقال "إنها فقط مسألة وقت."
ورفض دودوك احتمال توجيه تهم جنائية ضده. وقال "إن جمهورية صرب البوسنة لا تخاف من شيء."