واشنطن ـ صوت الإمارات
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يصنع أعداء جدد، ويغضب أصدقائه القدامى.
وقالت الصحيفة -في تقرير نشرته الليلة الماضية على موقعها الإلكتروني- إن إردوغان الذي أعلن سياسة خارجية تستند على "عدم وجود أي مشاكل مع دول الجوار"، يبدو أنه غارق في الخلافات مع كل شخص تقريبا في كل مكان.
وذكرت الصحيفة أن مليشيات الأكراد وتنظيم "داعش" هاجمت تركيا 14 مرة خلال 2015، ما أسفر عن مقتل 280 شخصا وزرع مخاوف جديدة، كما أن الاقتصاد التركي عانى أيضا، حيث أبعد العنف السياح عن البلاد.
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت ذاته أصبح إردوغان في عزلة متزايدة، فهو يحبط حلفائه القدامى مثل الولايات المتحدة برفضه لسنوات اتخاذ إجراءات صارمة ضد "داعش"، مشيرة إلى أنه اصبح جادا مؤخرا في ذلك الصدد ولكن يبدو أن ذلك تسبب في مشاكل جديدة.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأتراك يعتقدون أن "داعش" يقف وراء الهجوم الانتحاري الذي قتل 44 شخصا الثلاثاء الماضي في مطار إسطنبول الدولي، أحد الشرايين الرئيسية لاقتصاد تركيا المرهق.
وتابعت الصحيفة أن إردوغان ساعد في إعادة إشعال الحرب مع الانفصاليين الأكراد جنوب شرق تركيا، ما تسبب في مقتل مئات المدنيين خلال القتال الذي بدأ الصيف الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن إردوغان أبعد موسكو الخريف الماضي عندما أسقطت القوات التركية مقاتلة جوية روسية قال إردوغان إنها دخلت المجال الجوي التركي.
ورأت الصحيفة أن إردوغان وجد نفسه وحيدا للغاية حتى أنه الأسبوع الماضي تحرك نحو اتفاقات سلام مع روسيا حول إسقاط طائرتها، ومع إسرائيل التي قتلت عددا من الناشطين الأتراك في أسطول الحرية الذي كان متجها لمساعدة أهالي غزة المحاصرة في 2010.
ونقلت الصحيفة عن جينجز جاندار الباحث الزائر في معهد جامعة ستوكهولم للدراسات التركية، "أعتقد أن ذلك يعتبر مؤشرا على مدى يأسهم (الجانب التركي) حاليا".
واستطردت الصحيفة قائلة إن إردوغان الذي رفع من قبل تركيا كنموذج للديمقراطية الإسلامية، يهاجم الآن بشكل مستمر المؤسسات الديمقراطية، موضحة أن رئيس تحرير أكبر صحيفة يومية تركية هرب من البلاد، وآخر يخضع للمحاكمة بتهمة كشف أسرار الدولة.
وقالت الصحيفة إن الرئيس التركي ازداد عدم تسامحه مع الانتقادات، كما أخرج أقدم حلفائه من دائرة المقربين منه واستبدلهم بهؤلاء من يوافقون على قراراته وفي بعض الحالات أقربائه، لافتة إلى أن زوج ابنته هو وزير الطاقة التركي.
وذكرت الصحيفة أن إردوغان يلمح بغموض في خطاباته شبه اليومية على التليفزيون التركي إلى أن قوى أجنبية تتآمر عليه لتدميره، وانتقل من منزل متواضع في وسط أنقرة، إلى قصر فخم على أطراف المدينة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إردوغان الآن وضع عينيه على هدف جديد، وهو تحويل النظام البرلماني للحكومة التركية إلى نظام رئاسي، وهو تغيير يقول منتقدوه إنه سيفتح له باب الاستيلاء على لقب الرئيس للأبد.