مسيرة الشباب في باريس للمطالبة بمحاكمة ممولي الإرهاب

شهدت باريس أمس، مسيرة للشباب المسلم ضد الإرهاب الممول من الدوحة، مطالبة بمحاكمة النظام القطري، ومنددة بصمت المجتمع الدولي. وخصصت المسيرة وقفتها للتنديد بالإرهاب، بمناسبة الذكرى الثانية للاعتداءات الإرهابية التي استهدفت مسرح باتاكلان والمناطق المحيطة به، والتي أدت إلى مقتل 130 شخصاً في سلسلة هجمات وقعت مساء 13 نوفمبر 2015 شملت محيط ملعب فرنسا في ضاحية باريس الشمالية، وتحديداً في سان دوني، بالإضافة لتفجير انتحاري آخر وسلسلة من عمليات القتل الجماعي بالرصاص في أربعة مواقع.

وقال الشيخ حسن شلغومي، رئيس منتدى أئمة فرنسا عبر الهاتف إن المشاركين في المسيرة، طالبوا الساسة في أوروبا بتوضيح موقفهم من قطر وإيران المتهمتان بتمويل الإرهاب، وقالوا ،«إنه لا بد من أن تتدخل دول أوروبا وفي مقدمتها فرنسا لوقف عمليات تمويل الرهاب، والحد من تصاعد تلك العمليات، وأن يكون لها دور بارز في مواجهة تحديات الاستقرار بسبب الإرهاب، لافتاً إلى أن قطر تمول منذ سنوات، الإسلام السياسي في أوروبا عبر جماعة الإخوان الإرهابية».

وأوضح أن المسيرة شارك فيها أكثير من 100 شاب من مختلف مدن أوروبا وعدد من الأئمة في باريس، نددوا بصمت المجتمع الدولي على قيام دول بتمويل الإرهاب، وأشاروا إلى أن هذه الهجمات كانت الأكثر دموية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، والأكثر دموية في الاتحاد الأوروبي منذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004.

وقالت مصادر إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تسلم ملفاً يوثق أدلة ضلوع قطر وإيران في دعم الإرهاب، بالتزامن مع ذكرى الاعتداءات أعده المسؤولون عن «إعلان باريس»، وهو مجموعة من التوصيات التي أصدرها خبراء خلال مؤتمر باريس من أجل مناهضة الإرهاب والجريمة المنظمة في أكتوبر الماضي، ينتظر أن يتسلمه أيضا أهالي ضحايا الهجمات خلال فعاليتين، لتخليد ذكراهم وتنبيه العالم بمخاطر التساهل مع الأنظمة الداعمة للإرهاب.

ويحتوي الملف المقدم للرئيس الفرنسي على إعلان باريس الذي طالب بتجريم الفدى التي تدفعها الدوحة للجماعات الإرهابية، والتي يكون غرضها تمويل الإرهاب، وحظر جماعة الإخوان الإرهابية، كونها المرجعية التاريخية والأساسية للإرهاب في العالم، وملاحقة القيادي الإخواني يوسف القرضاوي بسبب الفتاوى التي يحلل من خلالها القيام بالعمليات الانتحارية، وذلك حسب منسق إعلان باريس، رئيس الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية، جمال بدر العواضي.

وفي ساحة بلدية باريس، وساحة الريبابليك، في باريس، ينتظر أن يضيء مسؤولو إعلان باريس وأسر الضحايا الشموع على أرواح ضحايا الحادث الإرهابي، وضحايا العمليات الإرهابية التي ضربت العديد من دول العالم خلال السنوات الماضية.

وأكد العواضي أن الهدف من الفعاليات هو دفع الإليزيه إلى تبني إعلان باريس، ومقترح الإعلان عن يوم دولي لمحاربة التطرف والإرهاب.

وتابع «أن قطر وإيران وجهان لعملة واحدة، وهما داعمتان للإرهاب والتطرف، ويجب أن نكشف عن ذلك ونكثف أبعاده أمام الأوروبيين، والتأكيد على تجريم فتاوى القرضاوي التي تدفع الشباب في عمليات قتل النفس»، مشيرا إلى أن قطر فعلاً لعبت دوراً سلبياً بتمويل جماعات متطرفة، سواء سنية أو شيعية.

وأوضح أن القائمين على إعلان باريس، سيوجهون رسالة لأهالي الضحايا، مفادها أننا معكم، ولكن ادفعوا حكوماتكم لمواجهة منابع الإرهاب في دول تمول التطرف.

وأشار العواضي إلى أن إعلان باريس بمثابة إحدى آليات مكافحة الإرهاب، ودعوة للمجتمع الدولي إلى بناء المجتمعات المحلية كآلية نوعية لمواجهة ثقافة التطرف والإرهاب، وهنا تكون المواجهة لسيطرة الجماعات المتطرفة على الخطاب الديني في المساجد، ولابد أن يدعم المجتمع الدولي هذا المشروع المقدم بجميع التفاصيل للغرب، ليكون له دور في الوقوف أمام دول، وعلى رأسها، قطر وإيران في دعم الإرهاب.