موسكو- صوت الامارات
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الآلية المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة للتحقيق باستخدام الكيميائي في سورية فشلت بإجراء تحقيق موضوعي ولا جدوى من “إنعاشها”.
وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي في موسكو اليوم “لا جدوى من محاولات انعاش الآلية التي لم تتمكن خلال أكثر من عامين من وجودها من إيجاد القدرة المهنية الضرورية والأدوات التقنية لإجراء تحقيق مهني وموضوعي حول استخدام السلاح الكيميائي في سورية وهي باتت غير قادرة على مواجهة الضغط السياسي غير المسبوق من قبل الولايات المتحدة وشركائها الغربيين”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد في وقت سابق أن آلية التحقيق “عملت بصورة مخجلة” معتمدة فى نتائجها على معطيات قدمتها منظمات غير حكومية مرتبطة أحيانا بالإرهابيين بينما قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن الآلية المشتركة “ميتة” وفقدت مصداقيتها تماما ويجب إنشاء ألية جديدة تعمل بموضوعية ومهنية حقيقية من دون انحياز.
وأضافت زاخاروفا “في المرحلة الحالية يمكن أن يدور الحديث فقط عن إنشاء هيئة جديدة نوعيا ستسترشد وبشكل صارم أثناء قيامها بالتحقيق بالقواعد والإجراءات التي تحددها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وغيرها من وثائق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى أن ذلك يقتضي إرسال خبراء لزيارة الأماكن المراد التحقيق فيها وضمان الحفاظ على الأدلة الثبوتية إلى جانب تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها آلية التحقيق السابقة وإجراء تحقيقات إضافية بعيدا عن الانحياز السياسي.
وكانت روسيا استخدمت يوم الخميس الماضى حق النقض “فيتو” ضد مشروع قرار أمريكي حول تمديد مهمة الآلية المشتركة للتحقيق باستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية كما استخدمت في اليوم التالي “فيتو” ضد مشروع قرار ياباني حول تمديد مهمة الآلية المشتركة المذكورة لمدة ثلاثين يوما.
وحول تصريحات الولايات المتحدة التي تدعى مكافحة الإرهاب بإبقاء قواتها في سورية أكدت زاخاروفا أن وجود هذه القوات غير شرعي وأن هذه التصريحات “تثير الدهشة”.
وأضافت زاخاروفا “إن نية واشنطن عدم سحب قواتها من سورية بعد القضاء على “داعش” تثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لوجود القوات الأمريكية هناك”.
وتابعت زاخاروفا إن “وزير الدفاع الأمريكي قال في 13 تشرين الثاني الحالي بكل صراحة إن العسكريين الأمريكيين لن يغادروا سورية قبل التوصل إلى التقدم في التسوية السياسية.. وشروط التوصل إليها كما نعلم ستحددها الولايات المتحدة بشكل تعسفي.. لقد أشرنا مرارا لواشنطن إلى أن التصريحات المماثلة تثير تساؤلات كثيرة بشأن الأهداف الحقيقية للقوات الأمريكية وقوات التحالف في سورية”.
وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الروسية “يفعلون ذلك ليس فقط من دون إذن أو دعوة من دمشق بل بانتهاك إرادة الحكومة الشرعية في سورية وفي الواقع فإنهم يتصرفون بشكل قريب من مفهوم الاحتلال” موضحة أنه “بموجب القرار الأممي رقم 2254 تعهدت الولايات المتحدة فضلا عن المجتمع الدولي بمراعاة مبادئ احترام وحدة الأراضي السورية من دون قيد أو شرط”.
وتقود الولايات المتحدة منذ آب عام 2014 تحالفا استعراضيا غير شرعي بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي لم يحقق أي نتائج تذكر على الأرض بل أسهم في تمدد التنظيم المتطرف في سورية والعراق إضافة إلى ارتكابه العديد من المجازر راح ضحيتها المئات من المدنيين الأبرياء واستهداف البنى التحتية من جسور ومنشآت حيوية