زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين

عرض زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين، على برلمانيي حزبه اتفاقية سلام، داعيا إياهم إلى العمل معا جنبا إلى جنب وأكد كوربين - في مقال نشرته صحيفة "الميرور" - أن "بريطانيا تواجه أزمة اقتصادية وسياسية، وأن الأسواق المالية تعاني انهيارا فوضويا منذ أن قرر الناخبون التصويت لصالح خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي، وأن تهديدات مستويات المعيشة قد تنامت، وأن البلاد منقسمة على نفسها وكذلك حكومة ديفيد كاميرون الذي أعلن استقالته فور الاستفتاء". 

وأضاف كوربين " أن وزير الخزانة جورج أوزبورن، قد وافق أخيرا على التخلي عن خطته المدمرة للوظائف والمتعلقة بفائض الميزانية، نزولا على طلب حزب العمال .. غير أن حزب المحافظين لم يكن يحمل في جعبته خطة للتفعيل حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبدلا من ذلك يهدد المحافظون بتحميل الفئات العاملة من الشعب ثمن إخفاقاتهم عبر المزيد من ترشيد النفقات وزيادة الضرائب".

ورأى كوربين أن "المطلوب الآن هو قيادة، وخطة واضحة.. يجب علينا احترام القرار الديمقراطي للشعب البريطاني، وأن نتفاوض على علاقة جديدة مع الاتحاد الأوروبي، هذه العلاقة يجب أن تقوم على أساس من قواعد هجرة عادلة تحمي الوظائف وتحافظ على مستويات المعيشة وتحفظ للعمال حقوقهم وتضمن امتلاكنا حرية تحديد شكل اقتصادنا المستقبلي".

وقال كوربين "الحاجة إلى احترام الديمقراطية أيضا تسري على حزب العمال؛ لقد تم انتخابي منذ تسعة أشهر بنسبة 60 بالمائة من أعضاء الحزب ومناصريه من أجل سياسة جديدة نوعيا في بلد يريد بوضوح تغييرا حقيقيا.. أثناء تلك الفترة، استطاع حزب العمال إرغام الحكومة أكثر من مرة على التخلي عن سياسات مضرة، كما استطاع حزب العمال أن يفوز بكافة الانتخابات الفرعية بنصيب متزايد من التصويت، كما استطاع الحزب إنزال الهزيمة بالمحافظين في انتخابات شهر مايو المحلية... وفي استفتاء الاتحاد الأوروبي، بينما صوتت البلاد بفارق ضئيل لصالح الخروج، فإن ثلثي ناخبي حزب العمال ناصروا دعوتنا للتصويت لصالح البقاء". 

وشدد كوربين "أنا مستعد للتواصل مع برلمانيي حزب العمال ممن لم يقبلوا انتخابي ويعارضون قيادتي، ومستعد للعمل مع الحزب بكامل هيئاته لتوفير البديل الذي تحتاجه البلاد.. غير أنهم (المعارضين من برلمانيي الحزب) يحتاجون كذلك إلى احترام ديمقراطية حزبنا واحترام وجهات نظر أعضاء الحزب الذين زاد عددهم بنحو 60 ألفا في الأسبوع الأخير فقط".

وأضاف كوربين "أولويتنا يجب أن تتمثل في تعبئة هذه القوة الهائلة لمعارضة المحافظين، وطمأنة الشعب البريطاني بأن لديه بديلا سياسيا حقيقيا.. هذه هي أولويتي وستكون دوما طالما أنا زعيم لحزب العمال.. أما هؤلاء الراغبين في أن ينازعوني القيادة فلهم الحرية في أن يفعلوا ذلك ولكن عبر مسار ديمقراطي، أكون أحد المرشحين فيه".

وتابع كوربين "غير أن مسئولية حزبنا بكامل هيئاته هي أن يقف في معارضة متحدة لحكومة المحافظين، وأن يدعم توفير وظائف ذات أجور محترمة ونفقات إسكان يمكن تحملها، وأن يناصر الحقوق في العمل، وأن يعمل من أجل اقتصاد يعم خيره على الجميع .. ليس فقط مناصرو حزب العمال هم من يحتاجون أن نعمل معا يدا في يد، إن البلد بأكمله يحتاج أن يعمل حزب العمال على علاج الانقسامات التي خلفتها حملة الاستفتاء وأن يقدم بديلا ناجحا للمحافظين في الانتخابات المقبلة - وقت مجيئها."