واشنطن ـ صوت الإمارات
سلطت مجلة (تايم) الأمريكية الضوء على الجدل المثار حول الاتفاق النووي في كل من واشنطن وطهران، قائلة: "إن الاتفاق النووي مع إيران برز مؤخرا كنقطة خلاف في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث وصفه المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالكارثي على بلاده، فيما تعهدت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بالاحتفاظ به، ومع ذلك لم يقف الجدل حول هذا الاتفاق داخل الحدود الأمريكية وحدها، بل وصل أيضا إلى إيران".
وذكرت المجلة على موقعها الإلكتروني أنه في الوقت الذي شن فيه القائد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي انتقادات لاذعة ضد الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية الست باعتباره لا يعود بأي نفع على الحياة المعيشية للشعب الإيراني، أثنى الرئيس الإيراني حسن روحاني على الاتفاق على اعتبار أنه جنب بلاده مخاطر الحرب ومنحها حرية في بيع النفط الخام.
وفي هذا الشأن، قال روحاني" إن النتائج الأهم في خطة العمل المشتركة الشاملة تتمثل في إنهاء تهديدات الحروب..إن القوى الكبرى كانت تتربص بنا قبل الاتفاق النووي وتمنعنا من بيع أكثر من مليون برميل نفط يوميا، لكننا اليوم نستطيع أن نبيع ما نقدر على بيعه وهنا تكمن نقطة الفخر".
كما ذكرت (تايم) أن روحاني تعرض لانتقادات لاذعة بسبب الاتفاق النووي، لكنه رد عليها من خلال سرد المزايا التي عادت على بلاده من إبرامه وقال" حال فشل الاتفاق، فإننا لم نكن نستطيع تصدير النفط أو الوصول إلى أصولنا في الخارج، فضلا عن أن العقوبات التي كانت مفروضة علينا في قطاعات السيارات والبتروكيماويات ونقل الأموال والمعادن الثمينة كانت ستتسبب في خلق ظروف صعبة جدا على هذا البلد".
وأضافت المجلة أن روحاني بدا – مع ذلك - متفقا مع ادعاءات خامنئي بأن الولايات المتحدة فشلت في الإيفاء بتعهداتها في الاتفاق وطالب برفع العقوبات بشكل فوري بدلا من رفعها تدريجيها كما هو عليه الآن، كما ألمح روحاني إلى أن هناك من يتبع سياسة حافة الهاوية في الانتقادات التي وجهت إلى القوى الغربية المشاركة في الاتفاق.
وقال" يتحتم علينا عندما نواجه نظراءنا الأجانب أن نتحدث في اتجاه واحد، وهو أن نواجههم بأخطائهم وإهمالهم وتراخيهم في تنفيذ بنود الاتفاق، ولكن عندما نتحدث إلى شعبنا فيجب علينا أيضا أن نخبرهم بالجانب الآخر من القصة، وهو أن الاتفاق النووي وضع البلاد بالفعل في موقف جيد".
من جانبه، شن خامنئي، وفقا للمجلة، انتقادات لاذعة ضد الولايات المتحدة لما سماه بـ"نفاقها وغدرها" حيال الوفاء بالتزاماتها في بنود الاتفاق، وحذر المسئولين في طهران من أن أي مفاوضات مستقبلية مع الولايات المتحدة فيما يخص القضايا الإقليمية المختلفة ستؤدي إلى نتائج خطيرة بالنسبة لإيران.
وفي هذا الشأن، أردفت المجلة الأمريكية تقول" إن محللين سياسيين مقربين من الحكومة الأمريكية زعموا أن الاتفاق النووي مع إيران يمكن أن يؤدي إلى مزيد من المفاوضات، وربما يقرب وجهات النظر بين البلدين حيال القضايا المختلفة محل الاهتمام المشترك، وهو جدل أثاره الرئيس الأمريكي باراك أوباما شخصيا، ولكن خامنئي هو من يغلق الباب أمام أي تشاور محتمل بين البلدين".