بروكسل - صوت الإمارات
لوّح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على موسكو، من دون أن يسميها، على خلفية تدخلها في سورية، وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن «كل الخيارات مفتوحة» لفرض عقوبات على روسيا، فيما بدأت هدنة إنسانية أعلنتها روسيا من جانب واحد في مدينة حلب السورية منذ صباح أمس، اعتبرتها الأمم المتحدة غير كافية للتوصل لاتفاق أوسع لخروج مقاتلي المعارضة من الأحياء المحاصرة.
وفي التفاصيل، أعلن فرنسوا هولاند، لدى وصوله أمس للمشاركة في قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن «كل الخيارات مفتوحة» لفرض عقوبات على روسيا حول دورها في سورية. وكان هولاند وصف ما يجري في حلب في ختام لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بـ«جريمة حرب». وأضاف «أول الموجبات هو وقف القصف من قبل النظام وداعميه».
من جانبها، طالبت ميركل رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف مشدد وواضح، تجاه تصرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سورية.
بدوره، قال بوتين، إن بلاده مستعدة «لتمديد وقف ضرباتها الجوية» على حلب «قدر الإمكان».
وقالت ميركل لدى وصولها إلى مكان انعقاد القمة «آمل أن نكون كمجلس أوروبي قادرين على أن نبين بوضوح، أن ما يحدث في حلب بدعم روسيا غير إنساني تماماً». ورأت ميركل ضرورة العمل في أسرع وقت ممكن على التوصل إلى هدنة مستمرة في حلب التي تعاني اقتتالاً دموياً.
وشدّدت المستشارة الألمانية على أن الأولوية الآن هي لإيصال مساعدات إنسانية لسكان المدينة المحاصرة.
وقال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، «على الاتحاد الأوروبي أن يبقي جميع الخيارات مفتوحة، بما في ذلك فرض عقوبات في حال استمرت الجرائم»، فيما عرضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، على دول الاتحاد الأوروبي الـ28، خطة لفتح «حوار» مع القوى الإقليمية، والتمهيد لعملية انتقال سياسي، وإعادة البناء في سورية.
من جانبها، أعلنت موسكو تمديد الهدنة في حلب، التي دخلت أمس حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، لمدة 24 ساعة، بعدما كانت حددتها لمدة 11 ساعة. وحددت روسيا ثمانية ممرات لخروج الراغبين من حلب، اثنان منها للمقاتلين، هما طريق الكاستيلو شمال حلب، وسوق الهال في وسط المدينة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، «لم يتم تسجيل خروج أحد من الأحياء الشرقية عبر المعابر».
وشهد معبر سوق الهال الواقع بين حي بستان القصر من الجهة الشرقية (تحت سيطرة المعارضة) وحي المشارقة من الجهة الغربية (تحت سيطرة النظام)، اشتباكات وتبادلاً للقصف المدفعي، بعد وقت قصير من بدء الهدنة استمرت ساعات عدة.
وتراجعت الاشتباكات وأصوات الطلقات النارية بعد الظهر عند المعبر، فيما عادت الحركة أيضاً إلى الأحياء الشرقية عصراً، كما لم تسجل أي طلعات للطائرات الحربية.
وتحدث عبدالرحمن عن هدوء في المدينة، كما «عودة الهدوء إلى المعبر»، مشيراً إلى قذائف عدة أطلقتها الفصائل المعارضة على الأحياء الغربية، ما أدى إلى إصابة طفلة بجروح في حي الحمدانية.
وكان الإعلام الرسمي السوري تحدث عن قذائف صاروخية ونيران رشاشات أطلقتها «التنظيمات الإرهابية» في محيط معبر بستان القصر، «لترهيب المواطنين والمسلحين الراغبين في المغادرة، ومنعهم من ذلك».
وأفاد التلفزيون الرسمي السوري بوقوع إصابات، جراء استهداف الفصائل المعارضة للمعبر. وتحدث المرصد السوري بدوره عن إصابة ثلاثة مدنيين بجروح.
وأعلن الجيش الروسي، عصر أمس، تمديد الهدنة في حلب لمدة 24 ساعة، أي نظرياً حتى عصر اليوم. وذلك بعدما كان الجيش السوري قال، أول من أمس، إن الهدنة الإنسانية ستطبق على مدى ثلاثة أيام، لكن لثماني ساعات يومياً فقط.
ويأتي إعلان التمديد الروسي بعد ساعات من تصريح للمتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ينس لاركي، قال فيه إن «روسيا أبلغت الأمم المتحدة بأنها ستلتزم بهدنة مدتها 11 ساعة في اليوم، على مدى ثلاثة أيام، بدءاً من (أمس) الخميس».
وأبدى يان إيغلاند، الذي ترأس مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية في سورية، أمس، أمل الأمم المتحدة في أن تتمكن من إجلاء الدفعة الأولى من الجرحى من الأحياء الشرقية ابتداء من اليوم. وأوضح أن الأمم المتحدة حصلت على موافقة روسيا والنظام السوري و«مجموعات مسلحة في المعارضة».
وقال المبعوث الدولي دي ميستورا، إن هناك ما بين 6000 و7000 مقاتل في شرق حلب، وأضاف «خطتي لاتفاق وقف إطلاق النار في شرق حلب، تتطلب موافقة المقاتلين السابقين بـ(جبهة النصرة) على المغادرة، وقبول الحكومة الإبقاء على الإدارة المحلية».
ودعا الجيش السوري عبر مكبرات الصوت عند المعبر، المدنيين والمقاتلين إلى اغتنام الفرصة والخروج من الأحياء الشرقية.
وكان عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي المعارضة ياسر اليوسف، أكد أن «المبادرة الروسية لا تعنينا بالمطلق». وتشارك الحركة في قتال قوات النظام السوري إلى جانب فصائل أخرى.
ويعيش 250 ألف شخص شرق حلب في ظروف إنسانية صعبة، في ظل تعذر إدخال المواد الغذائية والأدوية والمساعدات منذ ثلاثة أشهر.
وتشهد الأحياء الشرقية في حلب منذ 22 سبتمبر الماضي، هجوماً لقوات النظام تزامن مع غارات روسية كثيفة، وأخرى سورية، أوقعت مئات القتلى، وألحقت دماراً كبيراً لم تسلم منه المستشفيات. وتوقف القصف الجوي على الأحياء الشرقية منذ صباح الثلاثاء الماضي.