واشنطن ـ صوت الإمارات
كشفت وثائق أميركية رفع عنها غطاء السرية، ان الولايات المتحدة احتفظت بأسلحة نووية في جزيرة اوكيناوا اليابانية خلال الحرب البادرة سرا على مدى عقود، رغم النفي المستمر من قبل القادة اليابانيين والأميركيين على مدى لسنوات لوجود مثل هذه الأسلحة.
وأظهرت وثائق من ارشيف الأمن القومي الأميركي رفع عنها غطاء السرية، مؤخرا ان خلال فترة الستينيات وحين خاضت طوكيو وواشنطن مفاوضات لإعادة السيطرة على الجزيرة لليابانيين فإن هيئة الأركان الأميركية شعرت بالقلق من ان الموقف النووي للولايات المتحدة في المحيط الهادئ قد يتزعزع لأن اليابانيين كانوا راغبين في نقل الأسلحة النووية الموجودة على الجزيرة.
ووفقا للوثائق الخاصة بالمفاوضات بين الجانبين، فإن اليابانيين كانوا يريدون من الولايات المتحدة إصدار بيان علني يفيد بعدم وجود أي أسلحة نووية على أوكيناوا وقت انسحابهم منها، لكن هيئة الأركان المشتركة الأميركية قالت إن هذا الإعلان من شأن ان يمثل سابقة خطيرة وانتهاكا لسياسة الولايات المتحدة الشهيرة والتي تتعلق بعدم نفى او تأكيد مواقع الأسلحة النووية الأميركية.
ولسنوات كانت حقيقة وجود أسلحة نووية أميركية على الأراضي اليابانية وفى أوكيناوا على وجه الخصوص واحدة من أكثر الأسرار الرسمية حساسية في العلاقات الأميركية اليابانية خلال الخرب الباردة.
يذكر أن آلاف اليابانيين خرجوا الأحد في تظاهرات حاشدة للاحتجاج على خطط الحكومة لنقل قاعدة عسكرية أميركية إلى مكان آخر على جزيرة أوكيناوا.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن نحو 28 ألف محتج طوقوا مبنى البرلمان في وسط طوكيو ورددوا هتاف "لا تبنوا القاعدة"، مضيفة أن مئات آخرين شاركوا في احتجاجات مماثلة في مناطق أخرى في اليابان.
ومن الجدير بالذكر أن أوكيناوا كانت مسرحا للمعارك البرية الوحيدة لليابان خلال الحرب العالمية الثانية، وعبر الكثير من سكانها عن غضبهم لاستضافة الجزيرة عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين.
وتوصلت الولايات المتحدة واليابان في عام 1996 إلى اتفاق لنقل القاعدة الموجودة حاليا في منطقة مكتظة بالسكان في أوكيناوا إلى موقع جديد، لكن الكثير من سكان الجزيرة رفضوا المقترح وأعلنوا عن رغبتهم في نقل القاعدة خارجها.
نقلا عن أ.ف.ب